الفصل السادس في علوم الحديث
و أمّا علوم الحديث فهي كثيرة و متنوّعةلأنّ منها ما ينظر في ناسخه و منسوخه و ذلكبما ثبت في شريعتنا من جواز النّسخ و وقوعهلطفا من الله بعباده و تخفيفا عنهمباعتبار مصالحهم الّتي تكفّل الله لهمبها. قال تعالى: «ما نَنْسَخْ من آيَةٍأَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهاأَوْ مِثْلِها 2: 106» (3) (و معرفة الناسخ والمنسوخ و إن كان عاقا للقرآن و الحديثإلّا أنّ الّذي في القرآن منه اندرج فيتفاسيره و بقي ما كان خاصّا بالحديث راجعاإلى علومه. فإذا تعارض الخبران بالنّفي والإثبات و تعذّر الجمع بينهما ببعضالتّأويل و علم تقدّم أحدهما تعيّن أنّالمتأخّر ناسخ).و معرفة النّاسخ و المنسوخ من أهمّ علومالحديث و أصعبها. قال الزّهريّ: «أعيا(1) و في النسخة الباريسية: و أدلته يزيفها.(2) و في النسخة الباريسية: لا على مذهبالمعتزلة.(3) سورة البقرة الآية 106