الفصل الثالث في ان العلوم إنما تكثر حيثيكثر العمران و تعظم الحضارة - تاریخ ابن خلدون جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تاریخ ابن خلدون - جلد 1

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الصّنائع و التّعليم فإنّ لهما آثاراترجع إلى النّفس كما قدّمناه. و كذا أهلالمشرق لمّا كانوا في التّعليم و الصّنائعأرسخ رتبة و أعلى قدما و كان أهل المغربأقرب إلى البداوة لما قدّمناه في الفصلقبل هذا ظنّ المغفّلون في بادئ الرّأيأنّه لكمال في حقيقة الإنسانيّة اختصّوابه عن أهل المغرب و ليس ذلك بصحيح فتفهّمهو الله يزيد في الخلق ما يشاء و هو إلهالسّماوات و الأرض.

الفصل الثالث في ان العلوم إنما تكثر حيثيكثر العمران و تعظم الحضارة

و السّبب في ذلك أنّ تعليم العلم كماقدّمناه من جملة الصّنائع. و قد كنّاقدّمنا أنّ الصّنائع إنّما تكثر فيالأمصار. و على نسبة عمرانها في الكثرة والقلّة و الحضارة و التّرف تكون نسبةالصّنائع في الجودة و الكثرة لأنّه أمرزائد على المعاش. فمتى فضلت أعمال أهلالعمران عن معاشهم انصرفت إلى ما وراءالمعاش من التّصرّف في خاصيّة الإنسان وهي العلوم و الصّنائع. و من تشوّف بفطرتهإلى العلم ممّن نشأ في القرى و الأمصار غيرالمتمدّنة فلا يجد فيها التّعليم الّذي هوصناعيّ لفقدان الصّنائع في أهل البدو. كماقدّمناه و لا بدّ له من الرّحلة في طلبهإلى الأمصار المستبحرة شأن الصّنائعكلّها. و اعتبر ما قرّرناه بحال بغداد وقرطبة و القيروان و البصرة و الكوفة لمّاكثر عمرانها صدر الإسلام و استوت فيهاالحضارة، كيف زخرت فيها بحار العلم وتفنّنوا في اصطلاحات التّعليم و أصنافالعلوم و استنباط المسائل و الفنون حتّىأربوا على المتقدّمين و فاتوا المتأخّرين.و لمّا تناقص عمرانها و ابذعرّ سكّانهاانطوى ذلك البساط بما عليه جملة، و فقدالعلم بها و التّعليم، و انتقل إلى غيرهامن أمصار الإسلام. و نحن لهذا العهد نرىأنّ العلم و التّعليم إنّما هو بالقاهرةمن بلاد مصر لما أنّ عمرانها مستبحر وحضارتها مستحكمة منذ آلاف من السّنين،فاستحكمت فيها الصّنائع و تفنّنت و منجملتها

/ 839