و ذلك أنّ الأمّة إذا تغلّبت و ملكت مابأيدي أهل الملك قبلها كثر رياشها ونعمتها فتكثر عوائدهم و يتجاوزون ضروراتالعيش و خشونته إلى نوافله و رقّته و زينتهو يذهبون إلى اتّباع من قبلهم في عوائدهم وأحوالهم و تصير لتلك النّوافل عوائدضروريّة في تحصيلها و ينزعون مع ذلك إلىرقّة الأحوال في المطاعم و الملابس والفرش و الآنية و يتفاخرون في ذلك ويفاخرون فيه غيرهم من الأمم في أكلالطّيّب و لبس الأنيق و ركوب الفاره (2) ويناغي خلفهم في ذلك سلفهم إلى آخر الدّولةو على قدر ملكهم يكون حظّهم من ذلك و ترفهمفيه إلى أن يبلغوا من ذلك(1) سورة الأنبياء الآية 22.(2) الفارة في الفرس و البرذون و الحمار:الجيد السير.