الفصل السادس و العشرون في الفلاحة
هذه الصّناعة من فروع الطّبيعيّات و هيالنّظر في النّبات من حيث تنميته و نشؤهبالسّقي و العلاج و تعهّده بمثل ذلك (1) وكان للمتقدّمين بها عناية كثيرة و كانالنّظر فيها عندهم عامّا في النّبات منجهة غرسه و تنميته و من جهة خواصّه وروحانيّته و مشاكلتها لروحانيّات الكواكبو الهياكل المستعمل ذلك كلّه في بابالسّحر فعظمت عنايتهم به لأجل ذلك. و ترجممن كتب اليونانيّين كتاب الفلاحةالنّبطيّة منسوبة لعلماء النّبط مشتملةمن ذلك على علم كبير. و لمّا نظر أهل الملّةفيما اشتمل عليه هذا الكتاب و كان بابالسّحر مسدودا و النّظر فيه محظورافاقتصروا منه على الكلام في النّبات منجهة غرسه و علاجه و ما يعرض له في ذلك وحذفوا الكلام في الفنّ الآخر منه جملة. واختصر ابن العوّام كتاب الفلاحةالنّبطيّة على هذا المنهاج و بقي الفنّالآخر منه مغفلا، نقل منه مسلمة في كتبهالسّحريّة أمّهات من مسائله كما نذكره عندالكلام على السّحر إن شاء الله تعالى. وكتب المتأخّرين في الفلاحة كثيرة و لايعدّون فيها الكلام في الغراس و العلاج وحفظ النّبات من حوائجه و عوائقه و ما يعرضفي ذلك كلّه و هي موجودة.(1) و في نسخة أخرى: بالسقي و العلاج واستجادة النبت و صلاحية الفصل و تعاهدهبما يصلحه و يتمه من ذلك كله.