الرؤيا
و أمّا الرّؤيا فحقيقتها مطالعة النّفسالنّاطقة في ذاتها الرّوحانيّة لمحة منصور الواقعات فإنّها عند ما تكون روحانيّةتكون صور الواقعات فيها موجودة بالفعل كماهو شأن الذّوات الرّوحانيّة كلّها و تصيرروحانيّة بأن تتجرّد عن الموادّالجسمانيّة و المدارك البدنيّة و قد يقعلها ذلك لمحة بسبب النّوم كما نذكر فتقتبسبها علم ما تتشوّف إليه من الأمورالمستقبلة و تعود به إلى مداركها فإن كانذلك الاقتباس ضعيفا و غير جليّ بالمحاكاةو المثال في الخيال لتخلّصه فيحتاج من أجلهذه المحاكاة إلى التّعبير و قد يكونالاقتباس قويّا يستغنى فيه عن المحاكاةفلا يحتاج إلى تعبير لخلوصه من المثال والخيال و السّبب في وقوع هذه اللّمحةللنّفس أنّها ذات روحانيّة بالقوّةمستكملة بالبدن و مداركه (1) حتّى تصيرذاتها تعقّلا محضا و يكمل وجودها بالفعلفتكون حينئذ ذاتا روحانيّة مدركة بغيرشيء من الآلات البدنيّة إلّا أنّ نوعهافي الرّوحانيّات دون نوع(1) في نسخة لجنة البيان العربيّ عبارة بينقوسين و هي (و لا بد من تخلصها من البدن ومداركه) و هذه الجملة غير واردة في جميعالنسخ الأخرى و هي متممة لمعنى الجملةالتي قبلها، و لا يستقيم المعنى بدونها.