الفصل الحادي و الخمسون في وفور العمراناخر الدولة و ما يقع فيها من كثرة الموتانو المجاعات
اعلم أنّه قد تقرّر لك فيما سلف أنّالدّولة في أوّل أمرها لا بدّ لها منالرّفق في ملكتها (1) و الاعتدال في إيالتهاإمّا من الدّين إن كانت الدّعوة دينيّة أومن المكارمة و المحاسنة الّتي تقتضيهاالبداوة الطّبيعيّة للدّول و إذا كانتالملكة رفيقة محسنة انبسطت آمال الرّعاياو انتشطوا للعمران و أسبابه فتوفّر و يكثرالتّناسل و إذا كان ذلك كلّه بالتّدريجفإنّما يظهر أثره بعد جيل أو جيلين فيالأقلّ و في(1) بمعنى ملكها.