الفصل التاسع و الخمسون في ترفع أهلالمراتب عن انتحال الشعر
اعلم أنّ الشّعر كان ديوانا للعرب فيهعلومهم و أخبارهم و حكمهم. و كان رؤساءالعرب منافسين (1) فيه و كانوا يقفون بسوقعكاظ لإنشاده و عرض كلّ واحد منهم ديباجتهعلى فحول الشّأن و أهل البصر لتمييز حوله.حتّى انتهوا إلى المناغاة في تعليقأشعارهم بأركان البيت الحرام موضع حجّهم وبيت أبيهم إبراهيم كما فعل امرؤ القيس ابنحجر و النّابغة الذّبيانيّ و زهير بن أبيسلمى و عنترة بن شدّاد و طرفة بن العبد وعلقمة بن عبدة و الأعشى و غيرهم من أصحابالمعلّقات السّبع (2). فإنّه إنّما كانيتوصّل إلى تعليق الشّعر بها من كان لهقدرة(1) و في نسخة أخرى: متنافسين.(2) و في النسخة الباريسية: التسع.