الفصل الخامس و العشرون في أن العرب لايتغلبون إلا على البسائط
و ذلك أنّهم بطبيعة التّوحّش الّذي فيهمأهل انتهاب و عيث ينتهبون ما قدروا عليه منغير مغالبة و لا ركوب خطر و يفرّون إلىمنتجعهم بالقفر و لا يذهبون إلى المزاحفةو المحاربة إلّا إذا دفعوا بذلك عن أنفسهمفكلّ معقل أو مستصعب عليهم فهم تاركوه إلىما يسهل عنه و لا يعرضون له و القبائلالممتنعة عليهم بأوعار الجبال بمنجاة منعيثهم و فسادهم لأنّهم لا يتسنّمون إليهمالهضاب و لا يركبون الصّعاب و لا يحاولونالخطر و أمّا البسائط فمتى اقتدروا عليهابفقدان الحامية و ضعف الدّولة فهي نهب لهمو طمعة لآكلهم يردّدون عليها الغارة والنّهب و الزّحف لسهولتها عليهم إلى أنيصبح أهلها مغلبين لهم ثمّ يتعاورونهمباختلاف الأيدي و انحراف السّياسة إلى أنينقرض عمرانهم و الله قادر على خلقه و هوالواحد القهّار لا ربّ غيره.(1) العلوج: بمعنى كفار العجم.