الفصل السادس في أن الدعوة الدينية من غيرعصبية لا تتم
و هذا لما قدّمناه من أنّ كلّ أمر تحملعليه الكافّة فلا بدّ له من العصبيّة و فيالحديث الصّحيح كما مرّ «ما بعث اللهنبيّا إلّا في منعة من قومه» و إذا كان هذافي الأنبياء و هم أولى النّاس بخرقالعوائد فما ظنّك بغيرهم أن لا تخرق لهالعادة في الغلب بغير عصبيّة و قد وقع هذالابن قسيّ شيخ الصّوفية و صاحب كتاب خلعالنّعلين في التّصوّف ثار بالأندلس داعياإلى الحقّ و سمّي أصحابه بالمرابطين قبيلدعوة المهديّ فاستتبّ له الأمر قليلا لشغللمتونة بما دهمهم من أمر الموحّدين و لمتكن هناك عصائب و لا قبائل يدفعونه عن شأنهفلم يلبث حين استولى الموحّدون على المغربأن أذعن لهم و دخل في دعوتهم و تابعهم منمعقلة(1) أبدى: من البداوة و أبدى أفعل التفضيلمن بدا و معناها أشد بداوة.