اعلم أنّ اللّغات كلّها ملكات شبيهةبالصّناعة إذ هي ملكات في اللّسان للعبارةعن المعاني و جودتها و قصورها بحسب تمامالملكة أو نقصانها. و ليس ذلك بالنّظر إلىالمفردات و إنّما هو بالنّظر إلىالتّراكيب. فإذا حصلت الملكة التّامّة فيتركيب الألفاظ المفردة للتّعبير بها عنالمعاني المقصودة و مراعاة التّأليفالّذي يطبّق الكلام على مقتضى الحال بلغالمتكلّم حينئذ الغاية من إفادة مقصودهللسّامع و هذا هو معنى البلاغة. و الملكاتلا تحصل إلّا بتكرار الأفعال لأنّ الفعليقع أوّلا و تعود منه للذّات صفة ثمّتتكرّر فتكون حالا. و معنى الحال