الفصل الأول في أن الدول من المدن والأمصار و أنها إنما توجد ثانية عن الملك - تاریخ ابن خلدون جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
الباجربقيّ من هذا النّوع. و لقد سألتأكمل الدّين ابن شيخ الحنفيّة من العجمبالدّيار المصريّة عن هذه الملحمة و عنهذا الرّجل الّذي تنسب إليه من الصّوفيّةو هو الباجربقيّ و كان عارفا بطرائقهمفقال كان من القلندريّة المبتدعة في حلقاللّحية و كان يتحدّث عمّا يكون بطريقالكشف و يومي إلى رجال معيّنين عنده و يلغزعليهم بحروف يعيّنها في ضمنها لمن يراهمنهم و ربّما يظهر نظم ذلك في أبيات قليلةكان يتعاهدها فتنوقلت عنه و ولع النّاسبها و جعلوها ملحمة مرموزة و زاد فيهاالخرّاصون من ذلك الجنس في كلّ عصر و شغلالعامّة بفكّ رموزها و هو أمر ممتنع إذالرّمز إنّما يهدي إلى كشفه قانون يعرفقبله و يوضع له و أمّا مثل هذه الحروففدلالتها على المراد منها مخصوصة بهذاالنّظم لا يتجاوزوه فرأيت من كلام هذاالرّجل الفاضل شفاء لما كان في النّفس منأمر هذه الملحمة «وَ ما كُنَّالِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا الله 7:43» و الله سبحانه و تعالى أعلم و بهالتّوفيق.الباب الرابع من الكتاب الأول في البلدانو الأمصار و سائر العمران و ما يعرض في ذلكمن الأحوال و فيه سوابق و لواحقالفصل الأول في أن الدول من المدن والأمصار و أنها إنما توجد ثانية عن الملك
و بيانه أنّ البناء و اختطاط المنازلإنّما من منازع الحضارة الّتي يدعو إليهاالتّرف و الدّعة كما قدّمناه و ذلك متأخّرعن البداوة و منازعها و أيضا فالمدن