المشتركة و تكفّل بحصرها و إن لم تبلغ إلىالنّهاية في ذلك فهو مستوعب للأكثر.
و أمّا المختصرات الموجودة في هذا الفنّالمخصوصة بالمتداول من اللّغة الكثيرالاستعمال تسهيلا لحفظها على الطّالبفكثيرة مثل الألفاظ لابن السّكّيت والفصيح لثعلب و غيرهما. و بعضها أقلّ لغةمن بعض لاختلاف نظرهم في الأهمّ علىالطّالب للحفظ. و الله الخلّاق العليم لاربّ سواه.
فصل: و اعلم أنّ النقل الّذي تثبت بهاللّغة، إنّما هو النقل عن العرب أنّهماستعملوا هذه الألفاظ لهذه المعاني، لاتقل إنّهم وضعوها لأنّه متعذّر و بعيد، ولم يعرف لأحد منهم. و كذلك لا تثبت اللّغاتبقياس ما لم نعلم استعماله، على ما عرفاستعماله في ماء العنب، باعتبار الإسكارالجامع. لأنّ شهادة الاعتبار في بابالقياس إنّما يدركها الشّرع الدالّ علىصحّة القياس من أصله. و ليس لنا مثله فياللّغة إلّا بالعقل، و هو محكم، و على هذاجمهور الأئمّة. و إن مال إلى القياس فيهاالقاضي و ابن سريح و غيرهم. لكنّ القولبنفيه أرجح. و لا تتوهمنّ أنّ إثبات اللغةفي باب الحدود اللّفظيّة، لأنّ الحدّ راجعإلى المعاني، ببيان أنّ مدلول اللفظالمجهول الخفيّ هو مدلول الواضح المشهور،و اللّغة إثبات أنّ اللفظ كذا، لمعنى كذا،و الفرق في غاية الظهور.
علم البيان
هذا العلم حادث في الملّة بعد علمالعربيّة و اللّغة، و هو من العلوماللّسانيّة لأنّه متعلّق بالألفاظ و ماتفيده. و يقصد بها الدّلالة عليه منالمعاني و ذلك أنّ الأمور الّتي يقصدالمتكلّم بها إفادة السّامع من كلامه هي:إمّا تصوّر مفردات تسند و يسند إليها ويفضي بعضها إلى بعض، و الدّالّة على هذه هيالمفردات من الأسماء و الأفعال و الحروف وإمّا تمييز المسندات من المسند إليها والأزمنة، و يدلّ عليها بتغيّر الحركات منالإعراب و أبنية الكلمات. و هذه كلّها هيصناعة