الفصل الثامن عشر في أن آثار الدولة كلهاعلى نسبة قوتها في أصلها
و السّبب في ذلك أنّ الآثار إنّما تحدث عنالقوّة الّتي بها كانت أوّلا و على قدرهايكون الأثر فمن ذلك مباني الدّولة وهياكلها العظيمة فإنّما تكون على نسبةقوّة الدّولة في أصلها لأنّها لا تتمّإلّا بكثرة الفعلة و اجتماع الأيدي علىالعمل بالتّعاون فيه فإذا كانت الدّولةعظيمة فسيحة الجوانب كثيرة الممالك والرّعايا كان الفعلة كثيرين جدّا و حشروامن آفاق الدّولة و أقطارها فتمّ العمل علىأعظم هياكله ألا ترى إلى مصانع قوم عاد وثمود و ما قصّه القرآن عنهما.(1) (بمعنى الجميل في مظهرة، الوضيع فيمخبره و في الحديث: «و إياكم و خضراءالدمن» قالوا: و ما خضراء الدمن يا رسولالله؟ قال: «المرأة الحسناء في المنبتالسوء»).