مقدار الدرهم و الدينار الشرعيين - تاریخ ابن خلدون جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
التّعامل فكان البغليّ و الطّبريّ اثنيعشر دانقا و كان الدّرهم ستّة دوانق و إنزدت ثلاثة أسباعه كان مثقالا و إذا أنقصتثلاثة أعشار المثقال كان درهما فلمّا رأىعبد الملك اتّخاذ السّكّة لصيانةالنّقدين الجاريين في معاملة المسلمين منالغشّ عيّن مقدارها على هذا الّذي استقرّلعهد عمر رضي الله عنه. و اتّخذ فيه كلماتلا صورا، لأنّ العرب كان الكلام و البلاغةأقرب مناحيهم و أظهرها مع أنّ الشّرع ينهىعن الصّور فلمّا فعل ذلك استمرّ بينالنّاس في أيّام الملّة كلّها و كانالدّينار و الدّرهم على شكلين مدوّرين والكتابة عليهما في دوائر متوازية يكتبفيها من أحد الوجهين أسماء الله تهليلا وتحميدا و صلاة على النّبيّ و آله. و فيالوجه الثّاني التّاريخ و اسم الخليفة وهكذا أيّام العبّاسيّين و العبيديّين والأمويّين و أمّا صنهاجة فلم يتّخذوا سكّةإلّا آخر الأمر اتّخذها منصور صاحب بجايةذكر ذلك ابن حماد في تاريخه و لمّا جاءتدولة الموحّدين كان ممّا سنّ لهم المهديّاتّخاذ سكّة الدّرهم مربّع الشّكل و أنيرسم في دائرة الدّينار شكل مربّع في وسطهو يملأ من أحد الجانبين تهليلا و تحميدا ومن الجانب الآخر كتبا في السّطور باسمه واسم الخلفاء من بعده ففعل ذلك الموحّدون وكانت سكّتهم على هذا الشّكل لهذا العهد ولقد كان المهديّ فيما ينقل ينعت قبل ظهورهبصاحب الدّرهم المربّع نعته بذلكالمتكلّمون بالحدثان من قبله المخبرون فيملاحمهم عن دولته و أمّا أهل المشرق لهذاالعهد فسكّتهم غير مقدّرة و إنّمايتعاملون بالدّنانير و الدّراهم وزنابالصّنجات المقدّرة بعدّة منها و لايطبعون عليها بالسّكّة نقوش الكلماتبالتّهليل و الصّلاة و اسم السّلطان كمايفعله أهل المغرب «ذلِكَ تَقْدِيرُالْعَزِيزِ الْعَلِيمِ 6: 96».و لنختم الكلام في السّكّة بذكر حقيقةالدّرهم و الدّينار الشّرعيّين و بيانحقيقة مقدارهما.مقدار الدرهم و الدينار الشرعيين
و ذلك أنّ الدّينار و الدّرهم مختلفاالسّكّة في المقدار و الموازين بالآفاق