الفصل الرابع عشر في علوم الأنبياء عليهمالصلاة و السلام
إنّا نجد هذا الصنف من البشر تعتريهم حالةإلهيّة خارجة عن منازع البشر و أحوالهمفتغلب الوجهة الربانيّة فيهم علىالبشريّة في القوى الإدراكيّة والنزوعيّة من الشهوة و الغضب و سائرالأحوال البدنيّة، فتجدهم متنزّهين عنالأحوال الربّانيّة، من العبادة و الذكرللَّه بما يقتضي معرفتهم به، مخبرين عنهبما يوحى إليهم في تلك الحالة، من هدايةالأمّة على طريقة واحدة و سنن معهود منهملا يتبدّل فيهم كأنّه جبلّة فطرهم اللهعليها. و قد تقدّم لنا الكلام في الوحيأوّل الكتاب في فصل المدركين للغيب. وبيّنّا لك أنّ الوجود كلّه في عوالمهالبسيطة و المركّبة على تركيب طبيعي منأعلاها و أسفلها متّصلة كلّها اتّصالا لاينخرم. و أنّ الذوات الّتي في آخر كلّ أفقمن العوالم مستعدّة لأن تنقلب إلى الذاتالّتي تجاوزها من الأسفل و الأعلى،استعدادا طبيعيا، كما في العناصر