الفصل الثاني في أن التعليم للعلم من جملةالصنائع‏ - تاریخ ابن خلدون جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تاریخ ابن خلدون - جلد 1

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و قبول ما جاءت به الأنبياء عن الله تعالىو العمل به و اتّباع صلاح أخراه. فهو منكّرفي ذلك كلّه دائما لا يفتر عن الفكر فيهطرفة عين بل اختلاج الفكر أسرع من لمحالبصر. و عن هذا الفكر تنشأ العلوم و ماقدّمناه من الصّنائع. ثمّ لأجل هذا الفكر وما جبل عليه الإنسان بل الحيوان من تحصيلما تستدعيه الطّباع فيكون الفكر راغبا فيتحصيل ما ليس عنده من الإدراكات فيرجع إلىمن سبقه بعلم أو زاد عليه بمعرفة أو إدراكأو أخذه ممّن تقدّمه من الأنبياء الّذينيبلّغونه لمن تلقّاه فيلقّن ذلك عنهم ويحرص على أخذه و علمه. ثمّ إنّ فكره و نظرهيتوجّه إلى واحد واحد من الحقائق و ينظر مايعرض له لذاته واحدا بعد آخر و يتمرّن علىذلك حتّى يصير إلحاق العوارض بتلك الحقيقةملكة له فيكون حينئذ علمه بما يعرض لتلكالحقيقة علما مخصوصا. و تتشوّف نفوس أهلالجيل النّاشئ إلى تحصيل ذلك فيفزعون إلىأهل معرفته و يجي‏ء التّعليم من هذا. فقدتبيّن بذلك أنّ العلم و التّعليم طبيعيّفي البشر. و الله أعلم.

الفصل الثاني في أن التعليم للعلم من جملةالصنائع‏

و ذلك أنّ الحذق في العلم و التّفنّن فيه والاستيلاء عليه إنّما هو بحصول ملكة فيالإحاطة بمبادئه و قواعده و الوقوف علىمسائله و استنباط فروعه من أصوله.

و ما لم تحصل هذه الملكة لم يكن الحذق فيذلك الفنّ المتناول حاصلا. و هذه الملكة هيفي غير الفهم و الوعي. لأنّا نجد فهمالمسألة الواحدة من الفنّ الواحد و وعيهامشتركا بين من شدا في ذلك الفنّ و بين من هومبتدئ فيه و بين العاميّ الّذي لم يعرف (1)علما و بين العالم النّحرير. و الملكةإنّما هي للعالم أو الشّادي في الفنون دونمن سواهما فدلّ على أنّ هذه الملكة غيرالفهم و الوعي. و الملكات‏

(1) و في نسخة أخرى: يحصّل.

/ 839