و ذلك أنّ الملك كما قدّمناه إنّما هوبالعصبيّة و العصبيّة متألّفة من عصباتكثيرة تكون واحدة منها أقوى من الأخرىكلّها فتغلبها و تستولي عليها حتّىتصيّرها جميعا في ضمنها و بذلك يكونالاجتماع و الغلب على النّاس و الدّول وسرّه أنّ العصبيّة العامّة للقبيل هي مثلالمزاج للمتكوّن و المزاج إنّما يكون عنالعناصر و قد تبيّن في موضعه أنّ العناصرإذا اجتمعت متكافئة فلا يقع منها مزاجأصلا بل لا بدّ من أن تكون واحدة منها هيالغالبة على الكلّ حتّى تجمعها و تؤلّفهاو تصيّرها عصبيّة واحدة شاملة لجميعالعصائب و هي موجودة في ضمنها(1) ترسخ و تأصّل.