و جاء مصلّيا خلفه منهم ابن رافع، رأس (1)شعراء المأمون ابن ذي النون صاحب طليطلة.قالوا و قد أحسن في ابتدائه في موشّحتهالّتي طارت له حيث يقول:
العود قد ترنّم بأبدع تلحين
و سقتالمذانب رياض البساتين
و سقتالمذانب رياض البساتين
و سقتالمذانب رياض البساتين
و في انتهائه حيث يقول:
تخطّر و لا (2) تسلم عساك المأمون
مروّعالكتائب يحيى بن ذي النون
مروّعالكتائب يحيى بن ذي النون
مروّعالكتائب يحيى بن ذي النون
ثمّ جاءت الحلبة الّتي كانت في دولةالملثّمين، فظهرت لهم البدائع، و سابقفرسان حلبتهم الأعمى الطليطليّ (3)، ثمّيحيى بن بقيّ، و للطليطليّ من الموشوحاتالمهذّبة قوله:
كيف السبيل إلى
و الركب وسط الفلا
بالخرّد النواعم قدبان
صبري و في العالمأشجان
بالخرّد النواعم قدبان
بالخرّد النواعم قدبان
خاتمة
و لذلك عزمنا أن نقبض العنان عن القول فيهذا الكتاب الأوّل الّذي هو طبيعة العمرانو ما يعرض فيه و قد استوفينا من مسائله ماحسبناه كفاية له.
و لعلّ من يأتي بعدنا ممّن يؤيّده اللهبفكر صحيح و علم مبين يغوص من مسائله علىأكثر ممّا كتبنا فليس على مستنبط الفنّإحصاء مسائله و إنّما عليه تعيين موضعالعلم و تنويع فصوله و ما يتكلّم فيه والمتأخّرون يلحقون المسائل من بعده شيئافشيئا إلى أن يكمل. وَ الله يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ 2: 216.
قال مؤلف الكتاب عفى الله عنه: أتممت هذاالجزء الأول المشتمل على المقدمة بالوضع والتأليف قبل التنقيح و التهذيب في مدةخمسة أشهر آخرها منتصف عام تسعة و سبعين وسبعمائة. ثم نقحته بعد ذلك و هذبته و ألحقتبه تواريخ الأمم كما ذكرت في أوله و شرطته.و ما العلم الا من عند الله العزيز الحكيم.
(1) و في النسخة الباريسية: منهم ابن ارفعرأسه شاعر المأمون.
(2) و في النسخة الباريسية: و ليست.
(3) و في النسخة الباريسية: التطيلي.