الفصل الثاني عشر في العقل التجريبي وكيفية حدوثه (1) - تاریخ ابن خلدون جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تاریخ ابن خلدون - جلد 1

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الفصل الثاني عشر في العقل التجريبي وكيفية حدوثه (1)

إنّك تسمع في كتب الحكماء قولهم أنّالإنسان هو مدنيّ الطبع، يذكرونه في إثباتالنّبوّات و غيرها. و النسبة فيه إلىالمدينة، و هي عندهم كناية عن الاجتماعالبشريّ. و معنى هذا القول، أنّه لا تمكّنحياة المنفرد من البشر، و لا يتمّ وجودهإلّا مع أبناء جنسه. و ذلك لما هو عليه منالعجز عن استكمال وجوده و حياته، فهومحتاج إلى المعاونة في جميع حاجاته أبدابطبعه. و تلك المعاونة لا بدّ فيها منالمفاوضة أوّلا، ثمّ المشاركة و ما بعدها.و ربّما تفضي المعاملة عند اتّحاد الأعراضإلى المنازعة و المشاجرة فتنشأ المنافرة والمؤالفة، و الصداقة و العداوة. و يؤول إلىالحرب و السّلم بين الأمم و القبائل. و ليسذلك على أيّ وجه اتّفق، كما بين الهمل منالحيوانات، بل للبشر بما جعل الله فيهم منانتظام الأفعال و ترتيبها بالفكر، كماتقدّم. جعل منتظما فيهم، و يسرّهم لإيقاعهعلى وجوه سياسيّة و قوانين حكميّة، ينكبونفيها عن المفاسد إلى المصالح، و عن الحسنإلى القبيح، بعد أن يميّزوا القبائح والمفسدة، بما ينشأ عن الفعل من ذلك عنتجربة صحيحة، و عوائد معروفة بينهم:فيفارقون الهمل من الحيوان، و تظهر عليهمنتيجة الفكر في انتظام الأفعال و بعدها عنالمفاسد.

هذه المعاني الّتي يحصل بها ذلك لا تبعدعن الحسّ كلّ البعد و لا يتعمّق فيهاالناظر، بل كلّها تدرك بالتجربة و بهايستفاد، لأنّها معان جزئيّة تتعلّقبالمحسوسات و صدقها و كذبها، يظهر قريبافي الواقع، فيستفيد طالبها حصول العلم بهامن ذلك. و يستفيد كلّ واحد من البشر القدرالّذي يسّر له منها مقتنصا له بالتّجربةبين الواقع في معاملة أبناء جنسه، حتّىيتعيّن له ما يجب‏

(1) نقل هذا الفصل أيضا عن الطبعةالباريسية.

/ 839