الفصل الحادي و الثلاثون في الخططالدينية الخلافية
لمّا تبيّن أنّ حقيقة الخلافة نيابة عنصاحب الشّرع في حفظ الدّين و سياسةالدّنيا فصاحب الشّرع متصرّف في الأمرينأمّا في الدّين فبمقتضى التّكاليفالشّرعيّة الّذي هو مأمور بتبليغها و حملالنّاس عليها و أمّا سياسة الدّنيافبمقتضى رعايته لمصالحهم في العمرانالبشريّ و قد قدّمنا أنّ هذا العمرانضروريّ للبشر و أنّ رعاية مصالحه كذلكلئلّا يفسد إن أهملت و قدّمنا أنّ الملك وسطوته كاف في حصول هذه المصالح.نعم إنّما تكون أكمل إذا كانت بالأحكامالشّرعيّة لأنّه (2) أعلم بهذه المصالح(1) (ورد في لسان العرب قول الأزهري: و الّذييقع عندي. و الله أعلم. ان القرن) هل كل مدةكان فيها، أو كان فيها طبقة من أهل العلم،قلت السنون أو كثرت و الدليل على هذا قولالنبي صلّى الله عليه وسلّم «خيركم قرني،يعني أصحابي ثم الذين يلونهم، يعنيالتابعين، ثم الذين يلونهم، يعني الذينأخذوا عن التابعين» قال: و جائز أن يكونالقرن لجملة الأمة، و هؤلاء قرون فيها.(2) الضمير يعود إلى الله تعالى.