سلّمي يا نفس في حكم القضا
و اتركي (1) ذكرى زمان قد مضى
و اصرفي القول إلى المولى الرّضى
الكريم المنتهى و المنتمي
ينزل النّصر عليه مثلما
ينزل الوحيبروح القدس
و اعبريالوقت برجعى و متاب
بين عتبى قدتقضّت و عتاب
ملهمالتّوفيق في أمّ الكتاب
أسد السّرج وبدر المجلس
ينزل الوحيبروح القدس
ينزل الوحيبروح القدس
حبيبي ارفع حجاب النور
تنظر المسك على كافور
بالحلى واجعلي
عن العذار
في جلنار
بالحلى واجعلي
بالحلى واجعلي
سوارها منعطف الجدول
و لمّا شاع فنّ التوشيح في أهل الأندلس، وأخذ به الجمهور، لسلاسته و تنميق كلامه وترصيع أجزائه، نسجت العامّة من أهلالأمصار على منواله، و نظّموا في طريقتهبلغتهم الحضريّة من غير أن يلتزموا فيهاإعرابا. و استحدثوا فنّا سمّوه بالزجل، والتزموا النظم فيه على مناحيهم لهذاالعهد، فجاءوا فيه بالغرائب و اتّسع فيهللبلاغة مجال بحسب لغتهم المستعجمة.و أوّل من أبدع في هذه الطّريقة. الزجليّةأبو بكر بن قزمان، و إن كانت قيلت قبلهبالأندلس، لكن لم يظهر حلاها، و لا انسبكتمعانيها و اشتهرت رشاقتها إلّا في زمانه. وكان لعهد الملّثمين، و هو إمام الزجّالينعلى الإطلاق.قال ابن سعيد: و رأيت أزجاله مرويّةببغداد أكثر ممّا رأيتها بحواضر المغرب.قال: و سمعت أبا الحسن بن جحدر الإشبيليّ،إمام الزجّالين في عصرنا يقول:(1) و في نسخة أخرى: ودعي.