الغاية الّتي للدّولة إلى أن تبلغها بحسبقوّتها و عوائد من قبلها سنّة الله في خلقهو الله تعالى أعلم.
و ذلك أنّ الأمّة لا يحصل لها الملك إلّابالمطالبة و المطالبة غايتها الغلب والملك و إذا حصلت الغاية انقضى السّعيإليها (قال الشاعر)
فإذا حصل الملك أقصروا عن المتاعب الّتيكانوا يتكلفونها في طلبه و آثروا الرّاحةو السّكون و الدّعة و رجعوا إلى تحصيلثمرات الملك من المباني و المساكن والملابس فيبنون القصور و يجرون المياه ويغرسون الرّياض و يستمتعون بأحوالالدّنيا و يؤثرون الرّاحة على المتاعب ويتأنّقون في أحوال الملابس و المطاعم والآنية و الفرش ما استطاعوا و يألفون ذلك ويورثونه من بعدهم من أجيالهم و لا يزال ذلكيتزايد فيهم إلى أن يتأذّن الله بأمره و هوخير الحاكمين و الله تعالى أعلم.
و بيانه من وجوه. الأوّل أنّها تقتضيالانفراد بالمجد كما قلناه و مهما كانالمجد مشتركا بين العصابة و كان سعيهم لهواحدا كانت هممهم في التّغلّب على