تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 2 -صفحه : 613/ 424
نمايش فراداده

«464»

على المسلمين حملة رجل واحد، فولّىالمسلمون لا يلوي أحد على أحد، و ناداهمصلّى الله عليه وسلّم فلم يرجعوا. و ثبتمعه أبو بكر و عمر و علي و العبّاس و أبوسفيان بن الحرث و ابنه جعفر و الفضل و قثمابنا العبّاس و جماعة سواهم، و النبيّصلّى الله عليه وسلّم على بغلته البيضاءدلدل و العباس آخذ بشكائمها و كان جهيرالصوت فأمره رسول الله صلّى الله عليهوسلّم أن ينادي بالأنصار و أصحاب الشجرةقيل و بالمهاجرين، فلمّا سمعوا الصوت وذهبوا ليرجعوا فصدّهم ازدحام الناس (1) عنأن يثنوا رواحلهم، فاستقاموا و تناولواسيوفهم و تراسهم و اقتحموا عن الرواحلراجعين إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم،و قد اجتمع منهم حواليه نحو المائةفاستقبلوا هوازن و الناس متلاحقون (2)، واشتدّت الحرب و حمي الوطيس و قذف الله فيقلوب هوازن الرعب حين و صلوا إلى رسول اللهصلّى الله عليه وسلّم فلم يملكوا أنفسهم،فولّوا منهزمين و لحق آخر الناس و أسرىهوازن مغلولة بين يديه، و غنم المسلمونعيالهم و أموالهم و استحرّ (3) القتل في بنيمالك من ثقيف فقتل منهم يومئذ سبعون رجلافي جملتهم: ذو الخمار و أخوه عثمان ابناعبد الله بن ربيعة بن الحرث بن حبيبسيداهم، و امّا قارب بن الأسود سيدالأحلاف من ثقيف ففرّ بقومه منذ أوّلالأمر و ترك رايته فلم يقتل منهم أحد، ولحق بعضهم بنخلة. و هرب مالك بن عوف النصريمع جماعة من قومه فدخلوا الطائف مع ثقيف، وانحازت طوائف هوازن إلى أوطاس (4) و اتبعتهمطائفة من خيل المسلمين الذين توجهوا مننخلة فأدركوا فيهم دريد بن الصمة فقتلوه،يقال قتله ربيعة بن رفيع بن أهبان بن ثعلبةبن يربوع بن سماك بن عوف بن امرئ القيس. وبعث صلّى الله عليه وسلّم إلى من اجتمعبأوطاس من هوازن أبا عامر الأشعري عم أبيموسى فقاتلهم، و قتل بسهم رماه به سلمة بندريد بن الصمة فأخذ أبو موسى الراية و شدّعلى قاتل عمه فقتله. و انهزم المشركون واستحرّ (5) القتل في بني رباب من بني نصر بنمعاوية، و انفضت جموع أهل هوازن كلها. واستشهد

(1) و في نسخة ثانية: المنهزمين.

(2) و في النسخة الباريسية: لاحقون.

(3) و في النسخة الباريسية: و استمر.

(4) و في النسخة الباريسية: الى واسط.

(5) و في النسخة الباريسية: و انهزم القوم واستمر القتل.