تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 2 -صفحه : 613/ 439
نمايش فراداده

«479»

و الطبريّ: أنهما أرادا الغدر برسول اللهصلّى الله عليه وسلّم فلم يقدروا عليه فيقصة ذكرها أهل الصحيح، ثم رجعوا إلىبلادهم فأخذه الطاعون في عنقه فمات فيطريقه في أحياء بني سلول و أصابت أخاه أربدصاعقة بعد ذلك. ثم قدم علقمة بن علاثة بنعوف و عوف (1) بن خالد بن ربيعة و ابنهفأسلموا.

و فيها قدم وفد طيِّئ في خمسة عشرة نفرايقدمهم سيدهم زيد الخيل و قبيصة بن الأسودمن بني نبهان فأسلموا، و سمّاه رسول اللهصلّى الله عليه وسلّم زيد الخير و أقطع لهبئرا و أرضين معها و كتب له بذلك و مات فيمرجعه.

و في هذه السنة ادعى مسيلمة النبوّة و أنهأشرك مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيالأمر، و كتب إليه: «من مسيلمة رسول اللهإلى محمد رسول الله سلام عليك فإنّي قدأشركت في الأمر معك و أن لنا نصف الأرض ولقريش نصف الأرض و لكن قريش قوم لا يعدلون،و كتب إليه رسول الله صلّى الله عليهوسلّم: «بسم الله الرحمن الرحيم من محمدرسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلىمسيلمة الكذاب سلام على من اتّبع الهدىأما بعد فإن الأرض للَّه يورثها من يشاء منعباده و العاقبة للمتقين». قال الطبريّ: وقد قيل إنّ ذلك كان بعد منصرف النبيّ صلّىالله عليه وسلّم من حجة الوداع كما نذكر.

حجة الوداع‏

ثم خرج النبي صلّى الله عليه وسلّم إلىحجة الوداع في خمس ليال بقين من ذي العقدةو معه من أشراف الناس و مائة من الإبل عريا(2)، و دخل مكة يوم الأحد لأربع خلون من ذيالحجة، و لقيه عليّ بن أبي طالب بصدقاتنجران فحجّ معه، و علم صلّى الله عليهوسلّم الناس بمناسكهم و استرحمهم و خطبالناس بعرفة خطبته التي بين فيها ما بين،حمد الله و اثنى عليه ثم قال: «أيها الناساسمعوا قولي فإنّي لا أدري لعلّي لاألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا!أيها الناس إنّ دماءكم و أموالكم عليكمحرام إلى أن تلقوا ربّكم كحرمة يومكم هذا وحرمة شهركم هذا و ستلقون ربكم فيسألكم عنأعمالكم و قد بلّغت فمن كان عنده أمانةفليؤدّها إلى‏

(1) و في النسخة الباريسية: و هودة.

(2) و في نسخة ثانية: هدايا.