تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 2 -صفحه : 613/ 461
نمايش فراداده

«501»

صاحبكم فقال له خالد: أو ليس لك بصاحب؟ ثمقتله (1) و أصحابه كلهم ثم قدم خالد على أبيبكر و أشار عمر أن يقيد منه بمالك بن نويرةأو يعزله فأبى، و قال:

ما كنت أشيم سيفا سلّه الله على الكافرين،و ودى مالكا و أصحابه و ردّ خالدا إلى عمله.

خبر مسيلمة و اليمامة

لما بعث أبو بكر عكرمة بن أبي جهل إلىمسيلمة و أتبعه شرحبيل استعجل عكرمةفانهزم و كتب إلى أبي بكر بالخبر، فكتبإليه لا ترجع فتوهن الناس و امض إلى حذيفةو عرفجة فقاتلوا مهرة و أهل عما فإذا فرغتمفامض أنت و جنودك و استنفروا من مررتم عليهحتى تلقوا المهاجر بن أبي أمية باليمن وحضرموت، و كتب إلى شرحبيل يمضي إلى خالدفإذا فرغتم فامض أنت إلى قضاعة فكن مع عمروبن العاص على من ارتدّ منهم. و لما فرغ خالدمن البطاح و رضي عنه أبو بكر بعثه نحومسيلمة و أوعب معه الناس، و على المهاجرينأبو حذيفة و زيد و على الأنصار ثابت بن قيسو البرّاء بن عازب، و تعجّل خالد إلىالبطاح و انتظر البعوث حتى قدمت عليه،فنهض إلى اليمامة و بنو حنيفة يومئذ كثيريقال أربعون ألف مقاتل متفرقين في قراها وحجرها، و تعجل شرحبيل كما فعل عكرمة بقتالمسيلمة فنكب و جاء خالد فلامه على ذلك.

ثم جاء خليط من عند أبي بكر مددا لخالدليكون ردءا له من خلفه ففرّت جموع كانتتجمعت هنالك من فلال سجاح، و كان مسيلمة قدجعل لها جعلا.

و كان الرّجال (2) بن عنفوة من أشراف بنيحنيفة شهد لمسيلمة بأن رسول الله صلّىالله عليه وسلّم أشركه معه في الأمر لأنّالرجال، كان قد هاجر و أقام مع رسول اللهصلّى الله عليه وسلّم و قرأ القرآن و تفقّهفي الدين فلما ارتدّ مسيلمة بعثه النبيصلّى الله عليه وسلّم معلما لأهل اليمامةو مشغبا على مسيلمة فكان أعظم فتنة على بنيحنيفة

(1) رثاه اخوه بقصيدة من أشجا الشعر وأحزنه. منها:

  • لقد لامني عند القبور على البكا و قال أ تبكي كل قبر رأيته فقلت له: إن الشجا يبعث الشجا فدعنيفهذا كله قبر مالك.

  • رفيقيلتذراف الدموع السوافك‏ لقبر ثوى بيناللوى، فالدكادك؟ فدعنيفهذا كله قبر مالك. فدعنيفهذا كله قبر مالك.

(2) الرجّال بوزن شدّاد بالجيم، قال فيالقاموس: و وهم من ضبطه بالحاء. و اسمه علىما في البداية: نهار اقاله نصر) و في النسخةالباريسية الرحال‏