يزيد دحية الكلبيّ إلى تدمر، و أباالأزاهر القشيري إلى حوران و البثنة (1)،فصالحوهما و وليا عليهما، و وصل الأمراءالى فحل فبيتهم الروم فظفر المسلمون بهم وهزموهم فقتل منهم ثمانون ألفا و كان علىالناس في وقعة فحل شرحبيل بن حسنة، فساربهم إلى بيسان و حاصرها فقتل مقاتلتها وصالحه الباقون فقبل منهم. و كان أبو الأعورالسلميّ على طبريّة محاصرا لها، فلمابلغهم شأن بيسان صالحوه فكمل فتح الأردنصلحا و نزلت القوّاد في مدائنها و قراها وكتبوا إلى عمر بالفتح.
و زعم الواقدي أنّ اليرموك كانت سنة خمسعشرة و أنّ هرقل انتقل فيها من أنطاكية الىقسطنطينية و أنّ اليرموك كانت آخرالوقائع. و الّذي تقدّم لنا من رواية سيفأنّ اليرموك كانت سنة ثلاث عشرة و أنالبريد بوفاة أبي بكر قدم يوم هربت الرومفيه، و أن الأمراء بعد اليرموك ساروا إلىدمشق ففتحوها ثم كانت بعدها وقعة فحل، ثموقائع أخرى قبل شخوص هرقل و الله أعلم.
لما وصل كتاب أبي بكر إلى خالد بعد رجوعهمن حجّة بأن ينصرف إلى الشام أميرا علىالمسلمين بها و يخرج في شطر الناس و يرجعبهم إذا فتح الله عليه و إلى العراق و يتركالشطر الثاني بالعراق مع المثنّى بنحارسة، و فعل ذلك خالد و مضى لوجهه، و أقامالمثنى بالحيرة و رتّب المصالح. و استقامأهل فارس بعد خروج خالد بقليل على شهريرار(2) بن شيرين بن شهريار ممن يناسبه إلى كسرىأبي سابور و ذلك سنة ثلاث عشرة، فبعث إلىالحيرة هرمز فاقتتلوا هنالك قتالا شديدابعدوة الضرّاء و غار الفيل بين الصفوففقتله المثنّى و ناس معه، و انهزم أهل فارسو اتّبعهم المسلمون يقتلونهم حتى انتهواإلى المدينة، و مات شهريار إثر ذلك و بقيما دون دجلة من السواد في أيدي المسلمين.
ثم اجتمع أهل فارس من بعد شهريار علىآزرميدخت و لم ينفذ لها أمر فخلعت، و ملكسابور بن شهريار و قام بأمره الفرخزاد بنالبندوان و زوّجه آزرميدخت،
(1) و في نسخة ثانية: و البثينة. (2) و في نسخة أخرى: شهريار.