تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 2 -صفحه : 613/ 545
نمايش فراداده

«585»

له حتى أكل و وشى المزمزم بأمره إلى بعضالأساورة (1) فبعث إلى الطحان بخنقه وإلقائه في النهر، فأبى من ذلك و جحده، فدلعليه ملبسه و عرف المسك فيه فأخذوا ما عليهو خنقوه و ألقوه في الماء فجعله أسقف مروفي تابوت و دفنه.

و قيل بل سار يزدجرد من كرمان قبل وصولالعرب إليها إلى مرو و في أربعة آلاف علىالطبسين و قهستان، و لقيه قبل مرو قائدانمن الفرس متعاديين فسعى أحدهما في الآخر،و وافقه يزدجرد في قتله، و نمى الخبر إليهفبيت يزدجرد و عدوه، فهرب إلى رحى علىفرسخين من مرو، و طلب منه الطحّان شيئافأعطاه منطقته فقال: إنما أحتاج أربعةدراهم، فقال: ليست معي. ثم قام فقتلهالطحان و ألقى شلوه في الماء. و بلغ خبرقتله الى المطران بمرو فجمع النصارى ووعظهم عليه من حقوق سلفه فدفنوه و بنوا لهناووسا و أقاموا له مأتما، بعد عشرين سنةمن ملكه ستة عشر منها في محاربة العرب.

و انقرض ملك الساسانية بموته. و يقال إنقتيبة حين فتح الصغد و جد جاريتين من ولدالمخدج ابنه كان قد وطئ أمّه بمرو فولدتهذا الغلام بعد موته ذاهب الشق فسمىالمخدج (2)، و ولد له أولاد بخراسان و وجدقتيبة هاتين الجاريتين من ولده فبعث بهماإلى الحجاج، و بعث بهما إلى الوليد أوبإحداهما فولدت له يزيد الناقص.

ظهور الترك بالثغور

كان الترك و الخزر يعتقدون أن المسلمين لايقتلون لما رأوا من شدّتهم و ظهورهم فيغزواتهم حتى أكمنوا لهم في بعض الغياضفقتلوا بعضهم فتجاسروا على حربهم.

و كان عبد الرحمن بن ربيعة على ثغورأرمينية إلى الباب، و استخلف عليها سراقةبن عمرو و أقرّه عمر و كان كثير الغزو فيبلاد الخزر، و كثيرا ما كان يغزو بلنجر وكان عثمان قد نهاه عن ذلك فلم يرجع، فغزاهمسنة اثنتين و ثلاثين و جاء التركلمظاهرتهم و تذامروا فاشتدت الحرب بينهم وقتل عبد الرحمن كما مرّ، و افترقوا فرقتينفرقة سارت نحو الباب لقوا سلمان بن ربيعةقد بعثه سعيد بن العاص من الكوفة مدداللمسلمين بأمر عثمان فساروا معه، و فرقةسلكوا على جيلان و جرجان فيهم سلمانالفارسيّ و أبو

(1) و في النسخة الباريسية: الى بعضالمرازبة.

(2) و في النسخة الباريسية: ولد المجدّع والمخدج: ناقص الخلق.