حيان اليشكري و قيل العبسيّ (1)، فاتبعهإلى كرمان فهرب إلى خراسان و هلك الجند فيطريقهم بالثلج، فلم يسلم إلا مجاشع و رجعمعه و كان مهلكهم على خمسة فراسخ منالسيرجان، و لحق يزدجرد بمرو و معه خرّزاذأخو رستم، فرجع عنه إلى العراق و وصى به ماهو به مرزبان مرو فسأله في المال فمنعه وخافه على نفسه و على مرو، و استجاش بالتركفبيتوه و قتل أصحابه و هرب يزدجرد ماشياإلى شط المرغاب و آوى إلى بيت رجل ينقرالرحاء، فلما نام قتله و رماه في النهر. وقيل إنما بيته أهل مرو و لما جاءوا إلى بيتالرجل أخذوه و ضربوه فأقر بقتله فقتلوه وأهله، و استخرجوا يزدجرد من النهر و حملوهفي تابوت إلى إصطخر فدفن في ناوس هنالك.و قيل إن يزدجرد هرب من وقعة نهاوند إلىأرض أصبهان و استأذن عليه بعض رؤسائها وحجب فضرب البواب و شجّه، فرحل عن أصبهانإلى الري، و جاء صاحب طبرستان و عرض عليهبلاده فلم يجبه و مضى من فوره ذلك إلىسجستان، ثم إلى مرو في ألف فارس، و قيل بلأقام بفارس أربع سنين ثم بكرمان سنتين وطلبه دهقانها (2) في شيء فمنعه فطرده عنبلاده، و أقام بسجستان خمس سنين، ثم نزلخراسان و نزل مرو و معه الرهن من أولادالدهاقين و فرّخزاد و كاتب ملوك الصين وفرغانة و الخزر و كابل، و كان دهقان مرو قدمنعه الدخول خوفا من مكروه و وكل ابنه بحفظالأبواب، فعمد يزدجرد يوما إلى مروليدخلها فمنعه ابن الدهقان و أظهر عصيانأبيه في ذلك، و قيل بل أراد يزدجرد أن يجعلابن أخيه دهقانا عليها فعمل في هلاكه، وكتب إلى نيزك طرخان يستقدمه لقتل يزدجرد ومصالحه العرب عليه و أن يعطيه كل يوم ألفدرهم، فكتب نيزك إلى يزدجرد يعده المساعدةعلى العرب و أنه يقدم عليه فيلقاه منفرداعن العسكر و عن فرخزاد، فأجابه إلى ذلك بعدأن امتنع فرخزاد و اتهمه يزدجرد فيامتناعه فتركه لشأنه بعد أن أخذ خطه برضاهبذلك. و سار إلى نيزك فاستقبله بأشياء وجاء به إلى عسكره ثم سأله أن يزوجه ابنتهفأنف يزدجرد من ذلك و سبعة فعلا رأسهبالمقرعة فركض منهزما و قتل أصحابه، وانتهى إلى بيت طحان فمكث فيه ثلاثا لميطعم، ثم عرض عليه الطعام فقال لا أطعم إلابالزمزمة، فسأل من زمزم(1) و في نسخة ثانية: العنسيّ.(2) و في النسخة الباريسية: قهرمانها.