إلى الجوار (1) بما معه من بيت المال (2)فقال: إن حملته إلى داري أجرتك فتحول إليهببيت المال و المنبر، و كان يصلي الجمعة فيمسجد قومه، و أراد زياد اختبارهم فبعثإليهم من ينذرهم بمسيره بهم اليهم، و أخذزياد جندا منهم بعد صبره لذلك و قال: إنجاءوا جئناهم، و كتب زياد إلي عليّ بالخبرفأرسل أعين بن ضبيعة (3) ليفرّق تميما عنابن الحضرميّ و يقاتل من عصاه بمن أطاعه،فجاء لذلك و قاتلهم يوما أو بعض يوم، ثماغتاله قوم فقتلوه يقال من الخوارج.
و لما قتل ابن الحضرميّ بالبصرة و الناسمختلفون على عليّ طمع أهل النواحي من بلادالعجم في كسر الخراج، و أخرج أهل فارسعاملهم سهل بن حنيف، فاستشار عليّ الناسفأشار عليه جارية بن قدامة (4) بزيادة فأمرابن عبّاس أن يولّيه عليها، فبعثه إليهافي جيش كثيف فطوى بهم أهل فارس و ضربببعضهم بعضا و هرب قوم و أقام آخرون، و صفتله فارس بغير حرب. ثم تقدّم إلى كرمانفدوّخها مثل ذلك فاستقامت و سكن الناس، ونزل إصطخر و سكن قلعة بها تسمّي قلعة زياد(5).
و في سنة أربعين فارق عبد الله بن عبّاسعليّا (6) و لحق بمكة، و ذلك أنه مرّ يومابأبي الأسود (7) و وبّخه على أمر، فكتب أبوالأسود إلي عليّ بأنّ ابن عبّاس استثربأموال الله فأجابه عليّ يشكره على ذلك وكتب لابن عبّاس و لم يخبره بالكاتب، فكتباليه
(1) و في نسخة اخرى: الجدار. (2) و في الكامل لابن الأثير ج 3 ص 361: فأرسلالى صبره بن شيمان الحدّاني الأزدي يطلبأن يجيره و بيت مال المسلمين. (3) كذا بالأصل و في الكامل ج 3 ص 362. و فيالنسخة الباريسية: ابن صعصعة. (4) و في النسخة الباريسية: حارثة بن قادمةو في الكامل جارية بن قادمة السعدي. (5) و في نسخة اخرى: زيّار. (6) و في النسخة الباريسية: البصرة. (7) و في النسخة الباريسية: بابي الحسن.