تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 4 -صفحه : 696/ 130
نمايش فراداده

و جاءت دولة الهواشم كما يذكر. و شكر هذاهو الّذي يزعم بنو هلال بن عامر أنه تزوّجالجازية بنت سرحان من أمراء الأثبج منهم،و هو خبر مشهور بينهم في أقاصيصهم، وحكايات يتناقلونها و يطرّزونها بأشعار منجنس لغتهم و يسمونه الشريف بن هاشم. و قالابن حزم غلب جعفر بن أبي هاشم على مكة أيامالإخشيديّين و ولي بنوه من بعده عيسى بنجعفر، و أبو الفتوح و ابنه شكر بن أبيالفتوح. و قد انقرض لأنّ شكرا لم يولد له، وصار أمر مكة إلى عبد كان له. انتهى كلام ابنحزم و ليس أبو هاشم الّذي نسب جعفر إليهأبا الهواشم الّذي يأتي ذكرهم لأن هذا كانأيام الإخشيديّين و ذلك أيام المستضي‏ءالعبيدي و بينهما نحو من مائة سنة.

الخبر عن دولة الهواشم بمكة من بني الحسنو تصاريف أحوالهم إلى انقراضها

هؤلاء الهواشم من ولد أبي هاشم محمد بنالحسن بن محمد بن موسى بن عبد الله أبيالكرام بن موسى الجون و نسبه معروف و قدمرّ. و كانت بين هؤلاء الهواشم و بينالسليمانيّين فتن متّصلة، و لما مات شكرذهبت الرئاسة من بني سليمان لأنه لم يعقب.

و تقدّم فيهم طراد بن أحمد، و لم يكن منبيت الإمارة و إنما كانوا يؤملونه لإقدامهو شجاعته. و كان رئيس الهواشم يومئذ محمدبن جعفر بن محمد و هو أبو هاشم المذكور، وقد ساد في الهواشم، و عظم ذكره فاقتتلواسنة أربع و خمسين بعد موت شكر فهزم الهواشمبني سليمان و طردوهم عن الحجاز، فسارواإلى اليمن، و كان لهم بها ملك كما يذكر. واستقل بإمارة مكّة الأمير محمد بن جعفر وخطب للمستنصر العبيدي. ثم ابتدأ الحاج منالعراق سنة ست و خمسين بنظر السلطان ألبأرسلان ابن داود ملك السلجوقية حين استولىعلى بغداد و الخلافة، طلب منه القائم ذلكفبذل المال و أخذ رهائن العرب، و حج بالناسأبو الغنائم نور الدين المهدي الزيني نقيبالطالبيّين. ثم جاور في السنة بعدها واستمال الأمير محمد بن جعفر عن طاعةالعبيديّين فخطب لبني العبّاس سنة ثمان وخمسين، و انقطعت ميرة مصر عن مكة فعذلهأهله على ما فعل فرد الخطبة للعبيديّين. ثمخاطبه القائم و عاتبه و بذل له أموالا