تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 4 -صفحه : 696/ 301
نمايش فراداده

و ثلاثمائة في ألفين من الأسرى على يد نصرالنملي، و دخل الروم سنة اثنتين و ثلاثينمدينة واسرغين و نهبوها و سبوها و أقاموابها ثلاثا و هم في ثمانين ألفا مع الدمشق (1)ثم سار سيف الدولة سنة سبع و ثلاثين غازياإلى بلاد الروم فقاتلوه و هزموه. و نزلالروم على مرعش فأخذوها و أوقعوا بأهلطرسوس. ثم دخل سنة ثمان و ثلاثين و توغل فيبلاد الروم و فتح حصونا كثيرة و غنم و سبى.و لما قفل أخذت الروم عليه المضايق وأثخنوا في المسلمين قتلا و أسرا و استردواما غنموه. و نجا سيف الدولة في فل قليل. ثمملك الروم سنة إحدى و أربعين مدينة سروج واستباحوها. ثم دخل سيف الدولة سنة ثلاث وأربعين إلى بلاد الروم فأثخن فيها و غنم وقتل قسطنطين بن الدمشق فيمن قتل، فجمعالدمشق عساكر الروم و الروس و بلغار و قصدالثغور، فسار إليه سيف الدولة بن حمدان والتقوا عند الحرث (2) فانهزم الروم واستباحهم المسلمون قتلا و أسرا، و أسر صهرالدمشق، و بعض أسباطه و كثير من بطارقته ورجع سيف الدولة بالظفر و الغنيمة. ثم دخلبلاد الروم النصرانية ثم رجع إلى أذنة، وأقام بها حتى جاءه نائبة على طرسوس فخلععليه، و عاد إلى حلب و امتعض الروم لذلكفرجعوا إلى بلادهم. ثم غزا الروم طرسوس والرها و عاثوا في نواحيها سبيا و أسرا ورجعوا. ثم غزا سيف الدولة بلاد الروم سنةست و أربعين و أثخن فيها و فتح عدة حصون وامتلأت أيدي عسكره من الغنائم و السبي، وانتهى إلى خرسنة (3) و رجع و قد أخذت الرومعليه المضايق، فقال له أهل طرسوس: ارجعمعنا فإن الدروب التي دخلت منها قد ملكهاالروم عليك فلم يرجع إليهم. و كان معجبابرأيه فظهر الروم عليه في الدرب و استردواما أخذوا منهم و نجا في فلّ قليل يناهزونالثلاثمائة ثم دخل سنة خمسين قائد منموالي سيف الدولة إلى بلاد الروم من ناحيةميافارقين فغنم و سبى و خرج سالما.

(1) الدمشق: هكذا بالأصل و هو تحريف و اسمهالحقيقي دمستق كما في كتب التاريخ و قد ورداسمه في شعر المتنبي و كذلك في الكامل لابنالأثير ج 8 ص 508.

(2) الحدث: ابن الأثير ج 8 ص 508

(3) هي مدينة خرشنة (معجم البلدان).