تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 4 -صفحه : 696/ 414
نمايش فراداده

و أكثر. و اجتمع عنده منهنّ للافتراش والاستخدام أزيد من ألف. و اقتنى من الأوانيو الآلات ما تزيد قيمته على مائتي ألفدينار. و جمع في عصمته بنات الملوك، و أرسلطبّاخين الى الديار المصرية، و أنفق عليهمجملة حتى تعلموا الطبخ هنالك. و وفد عليهأبو القاسم بن المغربي من أهل الدولةالعلويّة بمصر، و فخر الدولة بن جهير منالدولة العبّاسيّة، فأقبل عليهما واستوزرهما. و وفد عليه الشعراء فوصلهم، وقصده العلماء فحمدوا عنده مقامهم، و لماتوفي في (1) كان الظفر فيها لنصر و استقرّبميّافارقين و مضى أخوه سعيد إلى آمدفملكها و استقرّ الحال بينهما على ذلك.

وفاة نصر بن نصير الدولة و ولاية ابنهمنصور

ثم توفي نظام الدين نصر بن نصير الدولة فيذي الحجة سنة اثنتين و سبعين و أربعمائة وولي ابنه منصور، و دبّر دولته ابنالأنباري، و لم يزل في ملكه إلى أن قدم ابنجهير و ملك البلاد من يده.

مسير ابن جهير إلى ديار بكر

كان فخر الدولة أبو نصر محمد بن محمد بنجهير من أهل الموصل، و استخدم لجاريةقراوش ثم لأخيه بركة، و سار عنه بالعوائدإلى ملك الروم. ثم استخدم لقريش بن بدران وأراد حبسه، فاستجار ببعض بني عقيل، و مضىإلى حلب فوزر لمعزّ الدولة أبي ثمال بنصالح. ثم مضى إلى عطيّة و لحق منها بنصيرالدولة بن مروان، و استوزره و أصلح حالدولته. و لما توفي سنة ثلاث و خمسين وأربعمائة دبّر أمر ابنه نصر القائم بعده.ثم هرب إلى بغداد سنة أربع و خمسين وأربعمائة استدعى منها للوزارة فوزر بعدمحمد بن منصور بن دؤاد. ثم تداول العزل والولاية مرّات هو و ابنه عميد الملك، واستخدم لنظام الملك و السلطان طغرلبك. وكان شفع عند الخليفة، فلما

(1) هكذا بياض بالأصل و لم نستطع تحديد مكانوفاته. و قد ذكر أبي الفداء في كتابهالمختصر في اخبار البشر ج 2 ص 180 ذكر وفاتهسنة 453 و كذلك ابن الأثير ج 10 ص 17.