عشرة آلاف من الظهر، و من الأموال و المسكما يؤد (1) حمله. و كان محمد بن طاهر معتقلافي العسكر منذ قبض عليه بخراسان، فتخلّصذلك اليوم، و جاء إلى الموفّق، و خلع عليهو ولّاه الشرطة ببغداد. و سار الصفّار إلىخوزستان فنزل جنديسابور، و راسله صاحبالزنج على الرجوع، و يعده المساعدة فكتبله: «قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ لاأَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ» 109: 1- 2 السورة. وكان ابن واصل قد خالف الصفّار إلى فارس وملكها، فكتب إليه المعتمد بولايتها، و بعثإليه الصفّار جيشا مع عمر بن السري منقواده، فأخرجه عنها و ولّى على الأهوازمحمد بن عبيد الله بن هزارمرد الكردي. ثمرجع المعتمد إلى سامرّا و الموفّق إلىواسط، و اعتزم الموفّق على إتباع الصفّارفقعد به المرض عن ذلك. و عاد إلى بغداد ومعه مسرور البلخي، و أقطعه ما لأبي الساجمن الضياع و المنازل، و قدم معه محمد بنطاهر فقام بولاية الشرطة ببغداد.
كان من أصحاب محمد بن طاهر و رجالاته أحمدبن عبد الله بن خجستان، و كان متولّيا علىو هي من جبال سراة و أعمال باذغيس. فلمااستولى الصفّار على نيسابور و خراسان،انضم أحمد هذا إلى أخيه علي بن الليث، وكان شركب الحمّال قد تغلّب على مرو ونواحيها سنة تسع و خمسين و مائتين و تغلّبعلى نيسابور سنة ثلاث و ستين و مائتين وأخرج منها الحسين بن طاهر، و كان لشركبثلاثة من الولد: إبراهيم و هو أكبرهم، وأبو حفص يعمر، و أبو طلحة منصور، و كانإبراهيم قد أبلى في واقعة المغار مع الحسنبن زيد بجرجان، فقدّمه الصفّار، و حسدهأحمد الخجستاني فخوّفه عادية الصفّار، وزيّن له الهرب. و كان يعمر أخوه محاصرالبعض بلاد بلخ، فاتفق إبراهيم و أحمدالخجستاني في الخروج إلى يعمر، و سبقهإبراهيم إلى الموعد و لم يلقه فسار إلىسرخس. و لما عاد الصفّار إلى سجستان سنةإحدى و ستين و مائتين ولّى
(1) هكذا بياض بالأصل و في الكامل ج 7 ص 296:«كان احمد بن عبد الله الخجستاني منخجستان و هي من جبال هراة من اعمال باذغيس»