تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 4 -صفحه : 696/ 460
نمايش فراداده

انعقاد الصلح بين منصور بن نوح و بين بنيبويه

ثم انعقد الصلح بين الأمير أبي الحرثمنصور بن نوح صاحب خراسان و ما وراء النهر،و بين ركن الدولة و زوّجه ابنته، و حملإليه الهدايا و التحف ما لم يحمل مثله.

و كتب بينهم كتاب الصلح، شهد فيه أعيانخراسان و فارس و العراق. و تمّ ذلك على يدأبي الحسن محمد بن إبراهيم بن سيجور صاحبالجيوش بخراسان من جهة الأمير أبي الحرثفي سنة إحدى و ستين و ثلاثمائة.

وفاة منصور بن نوح و ولاية ابنه نوح

ثم توفي الأمير أبو الحرث منصور ببخارىمنتصف سنة ست و ستين و ثلاثمائة، و وليبعده ابنه أبو القاسم نوح صبيا لم يبلغالحلم، فاستوزر أبا الحسن العتبي، و جعلعلى حجابة بابه مولاه أبا العبّاس قاسما،و كان من موالي أبي الحسن العتبي فأهداهإلى الأمير أبي صالح و شركهما في أمرالدولة أبو الحسن فائق، و أقرّ على خراسانأبا الحسن محمد بن إبراهيم بن سيجور واطردت أمور الدولة على استقامتها.

عزل ابن سيجور عن خراسان و ولاية أبيالعباس تاش

قد تقدّم لنا شأن خلف بن أحمد الليثي صاحبسجستان و انتصاره بالأمير منصور ابن فرجعلى قريبه طاهر بن خلف بن أحمد بن الحسينالمنتقض عليه لسنة أربع و خمسين وثلاثمائة و أنه مدّه بالعسكر و ردّه إلىملكه. ثم انتقض طاهر ثانيا بعد انصرافالعسكر عن خلف، و بعث مستجيشا فأمدّهثانيا. و قد هلك طاهر و ولي ابنه الحسينفحاصره خلف، و أرهقه الحصار فنزل لخلف عنسجستان و لحق بالسعيد نوح بن منصور. و أقامخلف دعوة نوح في سجستان و حمل المالمتقرّرا عليه‏