ثم هلك ايلك خان سنة ثلاث و أربعمائة و كانمواليا للسلطان محمود و مظاهرا له علىأخيه طغان خان. فلما ولي تجدّد ما بينه وبين السلطان من الولاية، و صلحت الأحوال وانمحت آثار الفتنة في خراسان و ما وراءالنهر.
ثم توفي طغان خان ملك الترك سنة ثمان وأربعمائة بعد أن كان له جهاد خرجوا منالصين في زهاء ثلاثمائة ألف و قصدوا بلادهفي ساعون (1) و هال المسلمين أمرهم فاستنفرطغان طوائف المسلمين و غيرهم، و استقبلهمفهزمهم، و قتل منهم نحو مائة ألف و أسرمثلها، و رجع الباقون منهزمين. و مات طغانإثر ذلك، و ولي بعده أخوه أرسلان.
و كان من الغريب الدال على قصد إيمانطغان، أنه كان عند خروج الترك إلىبلاساغون عليلا، فلمّا بلغه الخبر تضرّعللَّه أن يعافيه حتى ينتقم من هؤلاءالكفرة و يدفعهم عن البلاد، فاستجاب اللهدعاءه. و كان محبا لأهل العلم و الدين. ولما توفي واصل أرسلان خان الولاية معالسلطان محمود، و أصهر إلى ابنه مسعود فيبعض كرائمه فاستحكم الاتصال بينهما.
كان أرسلان خان قد ولّى على سمرقند قراخانيوسف بن بقراخان هارون الّذي ملك بخارى،فانتقض عليه سنة تسع و أربعمائة و كاتبالسلطان محمود صاحب خراسان يستظهر به علىأرسلان خان فعقد السلطان على جيحون جسرامن السفن محكمة
(1) بلاساغون: ابن الأثير ج 9 ص 297.