تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 4 -صفحه : 696/ 519
نمايش فراداده

في كتابه ليست جليّة و لا متّضحة، و أرجوإن مدّ الله في العمر أن أحقّق أخبارهابالوقوف عليها في مظان الصحّة و ألخّصهامرتّبة، فإنّي لم أوفّها حقّها من الترتيبلعدم وضوحها في نقله. و حاصل ما قرّر في هذاالخبر من أحد طرقه أنه قال: إنّ بلادتركستان و هي كاشغر و بلاساغون و ختن وطراز و غيرها مما بجوارها من بلاد ما وراءالنهر كانت بيد الملوك الخانية من الترك،و هم من نسل فراسياب ملكهم الأوّل المنازعلملوك الكينيّة من الفرس. و أسلم جدّهمالأوّل سبق قراخان. و يقال سبب إسلامه أنهرأى في منامه رجلا نزل من السماء، فقال لهباللسان التركي ما معناه أسلم تسلم فيالدنيا و الآخرة فأسلم في منامه، و أصبحمظهرا لإسلامه. و لما مات قام مقامه ابنهموسى و اتصل الملك في عقبه إلى أرسلان خانبن محمد بن سليمان سبق فخرج عليه قدرخان فيملكه سنة أربع و تسعين و أربعمائة. و اجتمعالترك عليه و كانوا طوائف فكان منهمالقارغلية، و بقيّة الغزّ الذين عبروا إلىخراسان و نهبوها على ما مرّ. و كان لأرسلانابن اسمه نصر خان، و في صحابته شريف علويّاسمه الأشرف محمد بن أبي شجاع السمرقنديّ،فحسّن له طلب الملك من أبيه و أطمعه فيهفقتلهما أرسلان. ثم وقعت بينه و بينالقارغلية من الترك وحشة دعتهم إلىالانتقاض و العصيان، و استنجد بالسلطانسنجر فعبر جيحون بعساكره سنة أربع و عشرينو خمسمائة، و وصل إلى سمرقند و هربالقارغلية بين يديه. ثم عثر على رجّالةاستراب بهم فقبض عليهم، و تهدّدهم فذكرواأنّ أرسلان خان وضعهم على قتله فرجع إلىسمرقند، و ملك القلعة و بعث أرسلان أميراإلى بلخ فمات بها. و قيل إنه اختراع منه، ووضع هذه الحكاية وسيلة لذلك. ثم ولّىالسلطان سنجر على سمرقند قلج طمغاج، و هوأبو المعالي الحسن بن علي المعروف بحسينتكين، كان من أعيان بيت الخانية فلم تطلأيامه. و مات فولّى سنجر مكانه محمود ابنأخته، و هو ابن السلطان أرسلان فأقام ملكاعليها. و كان ملك الصين كوخان قد وصل إلىكاشغر سنة اثنتين و عشرين و خمسمائة فيجيوش كثيفة. و معنى كوبلسان أهل الصينأعظم، و خان سمة ملوك الترك. و كان أعور وكان يلبس لبسة ملوك الترك، و هو مانويّالمذهب. و لما خرج من الصين إلى تركستانانضاف إليه طوائف الخطا من الترك، و كانواقد خرجوا قبله من الصين، و أقاموا في خدمةالخانية أصحاب تركستان فانضافوا إلىكوملك الصين و كثف جمعه بهم. و زحف إليهصاحب كاشغر، و هو الخان أحمد بن الحسين‏