تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 4 -صفحه : 696/ 582
نمايش فراداده

و الديلم في شغب عليه و على عزم اللحاقبروزبهان إلّا نفرا يسيرا من الديلم كانواخالصة، فكان يعتمد عليهم و على الأتراك، وكان يفيض العطاء في الديلم فيمسكون عمايهمون به. ثم ناجز روزبهان الحرب سلخ رمضانفانهزم و أخذ أسيرا، و عاد إلى بغداد إلىأبي الرجال بن حمدان، و كان بعكبرا فلميجده لأنه بلغه خبر روزبهان فأسرع العودالى الموصل و دخل معز الدولة بغداد و غرقروزبهان و كان أخوه بلكا الخارج بشيرازأزعج عنها عضد الدولة، و سار إليه أبوالفضل بن العميد و قاتله فظفر به، و عادعضد الدولة إلى ملكه و انمحى أثر روزبهان وإخوته، و قبض معز الدولة على جماعة منهمممن ارتاب بهم، و اصطنع الأتراك و قدّمهم وأقطع لهم فاعتزوا و امتدّت أيديهم.

استيلاء معز الدولة على الموصل ثم عودها

كان ناصر الدولة بن حمدان قد صالح معزالدولة على ألفي ألف درهم كل سنة، ثم لميحمل، فسار إليه معزّ الدولة منتصف سبع وأربعين و ثلاثمائة ففارق الموصل إلىنصيبين، و حمل معه سائر أهل دولته منالوكلاء و الكتّاب و من يعرف وجوه المال، وأنزلهم في قلاعه كقلعة كواشي و الزعفران وغيرهما. و قطع الميرة عن عسكر معزّ الدولةفضاقت عليهم الأقوات، فسار معز الدولة إلىنصيبين للميرة، و بلغه أنّ أبا الرجاء وهبة الله في عسكر سنجار، فبعث إليهم بعضعساكره و كبسوهم فهربوا، و استولى العسكرعلى مخلّفهم، و نزلوا في خيامهم، و كرّعليهم أولاد ناصر الدولة و هم غارّونفأثخنوا فيهم و أقاموا بسنجار. و سار معزّالدولة إلى نصيبين فلحق ناصر الدولةبميافارقين، و استأمن الكثير من أصحابهإلى معز الدولة فلحق بأخيه سيف الدولةبحلب، فبالغ في تكرمته و خدمته، و توسّط فيالصلح بينه و بين معزّ الدولة بثلاثة آلافألف فأجابه معزّ الدولة و تم ذلك بينهما. ورجع معزّ الدولة العراق في محرّم سنة ثمانو أربعين و ثلاثمائة