و الديلم في شغب عليه و على عزم اللحاقبروزبهان إلّا نفرا يسيرا من الديلم كانواخالصة، فكان يعتمد عليهم و على الأتراك، وكان يفيض العطاء في الديلم فيمسكون عمايهمون به. ثم ناجز روزبهان الحرب سلخ رمضانفانهزم و أخذ أسيرا، و عاد إلى بغداد إلىأبي الرجال بن حمدان، و كان بعكبرا فلميجده لأنه بلغه خبر روزبهان فأسرع العودالى الموصل و دخل معز الدولة بغداد و غرقروزبهان و كان أخوه بلكا الخارج بشيرازأزعج عنها عضد الدولة، و سار إليه أبوالفضل بن العميد و قاتله فظفر به، و عادعضد الدولة إلى ملكه و انمحى أثر روزبهان وإخوته، و قبض معز الدولة على جماعة منهمممن ارتاب بهم، و اصطنع الأتراك و قدّمهم وأقطع لهم فاعتزوا و امتدّت أيديهم.
كان ناصر الدولة بن حمدان قد صالح معزالدولة على ألفي ألف درهم كل سنة، ثم لميحمل، فسار إليه معزّ الدولة منتصف سبع وأربعين و ثلاثمائة ففارق الموصل إلىنصيبين، و حمل معه سائر أهل دولته منالوكلاء و الكتّاب و من يعرف وجوه المال، وأنزلهم في قلاعه كقلعة كواشي و الزعفران وغيرهما. و قطع الميرة عن عسكر معزّ الدولةفضاقت عليهم الأقوات، فسار معز الدولة إلىنصيبين للميرة، و بلغه أنّ أبا الرجاء وهبة الله في عسكر سنجار، فبعث إليهم بعضعساكره و كبسوهم فهربوا، و استولى العسكرعلى مخلّفهم، و نزلوا في خيامهم، و كرّعليهم أولاد ناصر الدولة و هم غارّونفأثخنوا فيهم و أقاموا بسنجار. و سار معزّالدولة إلى نصيبين فلحق ناصر الدولةبميافارقين، و استأمن الكثير من أصحابهإلى معز الدولة فلحق بأخيه سيف الدولةبحلب، فبالغ في تكرمته و خدمته، و توسّط فيالصلح بينه و بين معزّ الدولة بثلاثة آلافألف فأجابه معزّ الدولة و تم ذلك بينهما. ورجع معزّ الدولة العراق في محرّم سنة ثمانو أربعين و ثلاثمائة