تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 4 -صفحه : 696/ 616
نمايش فراداده

صمصام الدولة صاحب خوزستان، و ذلك أنّبهاء الدولة بعث أبا العلاء عبد الله بنالفضل إلى الأهواز، و أسرّ إليه أن يبعثالعساكر متفرّقة، فإذا اجتمعوا عنده صدمبهم بلاد فارس. فسار أبو العلاء، و تشاغلبهاء الدولة عن ذلك، و ظهر الخبر فجهّزصمصام الدولة عسكره إلى خوزستان، و استمدّأبو العلاء بهاء الدولة فتوافت عساكره، والتقى العسكران و انهزم أبو العلاء و أخذأسيرا، فأطلقته أم صمصام الدولة. و قلقبهاء الدولة لذلك، و افتقد الأموال فأرسلوزيره أبا نصر سابور إلى واسط، و أعطاهجواهر و اعلاقا يسترهنها (1) عند مهذّبالدولة صاحب البطيحة فاسترهنها، و لما هربالوزير أبو نصر استعفى ابن الصالحان منالانفراد بالوزارة فأعفي. و استوزر بهاءالدولة أبا القاسم علي بن أحمد، ثم عجز وهرب. و عاد أبو نصر سابور إلى الوزارة بعدأن أصلح الديلم. ثم بعث بهاء الدولة طغانالتركي إلى الأهواز في سبعمائة منالمقاتلة فملكوا السوس، و رحل أصحاب صمصامالدولة عن الأهواز، و انتشرت عساكر طغانفي أعمال خوزستان، و كان أكثرهم من الترك،فغصّ الديلم بهم الذين في عسكر طغان، فضلّالدليل و أصبح على بعد منهم، و رآهمالأتراك فركبوا إليهم و أكمن ألوفا، واستأمن كثير منهم و أمّنهم طغان حتى نزلوابأمر الأتراك فقتلوهم كلهم، و انتهى الخبرإلى بهاء الدولة بواسط، و سار إلى الأهوازو سار صمصام الدولة إلى شيراز و ذلك سنةأربع و ثمانين و ثلاثمائة، و أمر صمصامالدولة بقتل الأتراك في جميع بلاد فارسسنة خمس و ثمانين و ثلاثمائة، فقتل منهمجماعة و هرب الباقون، فعاثوا في البلاد ولحقوا بكرمان، ثم ببلاد السند حتى توسّطهمالأتراك (2) فأطبقوا عليهم و استلحموهم.

(1) مقتضى السياق: يرهنها.

(2) معنى العبارة ان الأتراك اطبقوا علىالأتراك، و حسب مقتضى السياق ان المعركةوقعت بين الديلم و الأتراك. و في الكامل ج 9ص 111: «أمر صمصام الدولة بقتل من بفارس منالأتراك، فقتل منهم جماعة، و هرب الباقونفعاثوا في البلاد، و انصرفوا الى كرمان،ثم منها الى بلاد السند، و استأذنوا ملكهافي دخول بلاده، فأذن لهم و خرج الىتلقّيهم، و وافق أصحابه على الإيقاع بهم،فلما رآهم جعل أصحابه صفّين: فلما حصلالأتراك في وسطهم اطبقوا عليهم و قتلوهمفلم يفلت منهم إلا نفر جرحى وقعوا بينالقتلى و هربوا تحت الليل».