تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 4 -صفحه : 696/ 643
نمايش فراداده

و ترك ماله و خدمه و ما معه بدار الخليفةالقائم و انحدر إلى واسط، و عاد جلالالدولة إلى بغداد و بعث البساسيري و بنيخفاجة في طلب بادسطفان، و سار هو و دبيس فياتباعهم فلحقوه بالخزرانية فقاتلوه وهزموه، و جاءوا به أسيرا إلى جلال الدولةببغداد، و طلب من القائم أن يخطب له ملكالملوك فوقف عن ذلك إلا أن يكون بفتوىالفقهاء فأفتاه القضاة أبو الطيب الطبري وأبو عبد الله الصيمري و أبو القاسم الكرخيبالجواز و منع أبو الحسن الماوردي، و جرتبينهم مناظرات حتى رجحت فتواهم و خطب لهبملك الملوك. و كان الماوردي من أخصّ الناسبجلال الدولة فخجل و انقطع عنه ثلاثةأشهر، ثم استدعاه و شكر له إيثار الحق وأعاده إلى مقامه.

مصالحه جلال الدولة و أبي كاليجار

ثم تردّدت الرسل بين جلال الدولة و أبيكاليجار ابن أخيه، و تولى ذلك القاضي أبوالحسن الماورديّ و أبو عبد الله المردوسي،فانعقد بينهما الصلح و الصهر لأبي منصوربن أبي كاليجار على ابنه جلال الدولة، وأرسل القائم إلى أبي كاليجار بالخلعالنفيسة.

عزل الظهير أبي القاسم عن البصرة واستقلال أبي كاليجار بها

قد قدّمنا حال الظهير أبي القاسم في ملكالبصرة بعد صهره أبي منصور بختيار، و أنهعصى على أبي كاليجار بدعوة جلال الدولة. ثمعاد إلى طاعته و استبدّ بالبصرة، و كان ابنأبي القاسم بن مكرّم صاحب عمان يكاتب أباالجيش و أبا كاليجار بزيادة ثلاثين ألفدينار في ضمان البصرة فأجيب إلى ذلك، وجهّز له أبو كاليجار العساكر مع العادلأبي منصور بن ماقته (1). و جاء أبا الجيشبعساكره في البحر من عمان و حاصروا البصرةبرّا و بحرا و ملكوها، و قبض على الظهير واستصفيت‏

(1) ابن مافنّة كما مرّ معنا