تفسیر الاحلام

محمد بن سیرین

نسخه متنی -صفحه : 242/ 205
نمايش فراداده

وأما المفتاح فإنّه دال على تقدم عندالسلطان والمال والحكمة والصلاح. وإن كانمفتاحٍ الجنة نال سلطاناً عظيماً فيالدين، أو أعمالاً كثيرة منِ أعمال البر،أو وجد كنزاً أو مالا حلالاً ميراثاً. فإنحجب مفتاح الكعبة حجب سلطاناً عظيماً أوإماماً، ثم على نحو هذا في المفاتيح.والمفاتيح سلطان ومال وخطر عظيم، وهيالمقاليد. قال الله تعالى: " لهُمَقَالِيدُ السّمَوَاتِ والأرْض". يعنيسلطان السموات والأرض وخزائنهما. وكذلكقوله في قارون: " مَا إنَّ مَفَاتِحَهُلتَنُوءُ بالْعُصْبَةِ أو القوَّةَ". يصفبها أمواله وخزائنه. فمن رأى أنّه أصابمفتاحاً أو مفاتيح فإنّه يصيب سلطاناً أومالاً بقدر ذلك. وإن رأى أنّه يفتح باباًبمفتاح حتى فتحه، فإن المفتاح حينئذٍ دعاءيستجاب له ولوالديه أو لغيرهما فيه، ويصيببذلك طلبته التي يطلبها، أو يستعين بغيرهفيظفر بها. ألا ترى أنّ لباب يفتحبالمفتاح حين يريد، ولو كان المفتاح وحدهلم يفتح به، وكان يستعين في أمر ذلك بغيره.وكذلك لو رأى أنّه استفتح برجاً بمفتاححتى فتحه ودخله، فإنّه يصير إلى فرج عظيموخير كبير بدعاء ومعونة غيره له.والقفل: كفيل ضامن، وإقفال لباب به إعطاءكفيل، وفتح القفل فرج وخروج من كفالة. وكلغلق هم، وكل فتح فرج. وقيل إنَّ القفل يدلعلى التزويج، وفتع القفلٍ قد قيل هوالافتراع، والمفتاح الحديد رجل ذو بأسشديد ومن رأى أنّه فتح باباً أو قفلاً، رزقالظفر لقوله تعالى: "نصْرٌ مِنَ اللهوَفَتْح قَرِيبٌ".

الباب الخمسون

في النوم والاستلقاء على القفاوالانتباه والعجوز والمرأة والجارية

النعاس: أمن، لقوله عز وجلّ: " إذْيَغشِّيكُمُ النعاسُ أمَنَة مِنْهُ "والنوم غفلة، وقد قال النبي صلّى اللهعليه وسلّم: "الناس نيام، فإذا ماتواانتبهوا". وورد في الدعاء: نبهنا من نومالغافلين. ومن رأى كأنّه مستلق على قفاه قوي أمرهوأقبلت دولته وصارت الدنيا تحت يده، لأنّالأرض مسند قوي، ولأن من استلقى على قفاهوكان فمه منفتحاً فخرج منه أرغفة، فإنتدبيره ينتقص، ودولته تزول، وبفوز بأمرغيره. فإن رأى كأنّه منبطح، فإنه يذهب مالهوتضعف قوته، ولا يشعر بجري الأحوال، ولايدري كيف تصرف الأمور. وذلك أنّه إذا نامعلى هذه الصفة جعل وجهه في الأرض، فلا يدريما وراءه. والانتباه من النوم: يدل على حركة الجدوإقباله، وقال القيرواني: إنَّ النوم علىالبطن ظفر بالأرض والمال والأهل والولد. والرقاد على الظهر: تشتيت وذلة وموت،وربما دل على فراغ بالأعمال والراحة منالأحزان إذا كان حامداً للّه عزّ وجلّ.والنوم على الجنب خير أو مرض أو موت. ومنرأى أنّه مضطجع تحت أشجار كثر نسله وولده. وأما العجوز: القبيحة أو الناقصة وذاتالعيب المجهولة، فهي الدنيا رأس كل فتنة،لأنّ المرأة فتنة، وقد تمثلت الدنيا لرسولالله صلّى الله عليه وسلّم ليلة الإسراءفي صورة امرأة، وتخايلت لكثير من الناس فيصورة امرأة عجوز ذات عيب، وقد تدل إذا كانتحسنة جميلة نظيفة كأنّها عابدة زاهدة،وعلى الآخرة وما يقرب منها ويعمل لها منعمل ومال حلال، لأنّ الدنيا والآخرةضرتان، إحداهما أعظم وأحسن من الأخرى..وربما دلت على الدنيا الذاهبة والأرضالميتة والدار الخربة، والمعروفة هينفسها أو سميتها أو شبيهتها أو نظيرتها،فمن رأى عجوزاً هرمة شابت في المنام، نظرتفي حاله إن كانت الرؤيا في خاصته، فإن كانفقيراً استغنى، وإن كانت ممن أدبرت دنياهعاد إليه إقبالها، وإن كان حراثاً أو كانعنده مكان يدل على النساء قد تعطلكالبستان والفدان والحمام ونحوِه، فإنّهيعود إلى عمارته وبنائه وهيئته، وإن كانمريضاً أفاق من علته وإن كان لاهياً عنآخرته عاد إليه، وإن كانت للعامة نظرت،فإن كانت السنة قد يئس الناس منها ومنخيرها أعقبوها بالخصب وأتوا بالقوت، وإنكانوا في حرب قد تشعبت وكبرت ومكرت انجلىأمرها وعادوا في حالهم في أولها.