حرارة الصخور الأخرى.
و هناك من المفسرين من يعتقد أن المقصودمن هذا التعبير، إلفات النظر إلى شدةحرارة جهنم، أي إن حرارة جهنّم و حريقهايبلغ درجة تشتعل فيها الصخور و الأجسادكما يشتعل الوقود.
و يبدو من ظاهر الآيات المذكورة، أن نارجهنم تستعر من داخل النّاس و الحجارة. و لايصعب فهم هذه المسألة لو علمنا أن العلمالحديث أثبت أن كل أجسام العالم تنطوي فيأعماقها على نار عظيمة (أو بعبارة اخرى علىطاقة قابلة للتبديل إلى نار)، و لا يلزم أننتصور نار جهنم شبيهة بالنار المشهودة فيهذا العالم.
في موضع آخر يقول تعالى: نارُ اللَّهِالْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَىالْأَفْئِدَةِ «1».
خلافا لنيران هذا العالم التي تنفذ منالخارج إلى الداخل.
نعلم أن منصب النّبوة أعظم منصب منحهاللّه لخاصة أوليائه. فكل المناصب عادةتمنح صاحبها القدرة للحكم على أبدانالأفراد، إلّا منصب النّبوة، فالنّبييحكم على الأجسام و القلوب في مجتمعه. منهنا كان مقام النّبوة لا يبلغه مقام فيسموّه، و من هنا أيضا كان أدعياء النبوّاتالكاذبة أحطّ النّاس و أشدّهم انحرافا.
و النّاس هنا أمام أمرين: إمّا أن يؤمنوابدعوات النّبوة جميعا، أو يرفضوها
1- الهمزة، 6 و 7.