امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 172
نمايش فراداده

من ذلك الأصل العام، فإن اللّه سبحانه فيآية بحثنا و عشرات الآيات الاخرى التالية،بيّن مقاطع من حياة بني إسرائيل و مصيرهم،لإكمال الدرس التربوي الذي بدأ بقصة آدم.

يوجه القرآن خطابه إلى بني إسرائيل ويقول: يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوانِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُعَلَيْكُمْ وَ أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِبِعَهْدِكُمْ وَ إِيَّايَ فَارْهَبُونِ.

الأوامر الثلاثة التي تذكرها الآيةالكريمة و هي: تذكّر النعم الإلهية، والوفاء بالعهد، و الخوف من اللّه، تشكلالمنهج الإلهي الكامل للبشرية.

تذكّر النعم الإلهية يحفّز الإنسانللاتجاه نحو معرفة اللّه سبحانه و شكره.

و استشعار العهد الإلهي الذي يستتبعالنعم الإلهية يدفع الكائن البشري إلىالنهوض بمسؤولياته و واجباته. ثم الخوف مناللّه وحده- دون سواه- يمنح الإنسان العزمعلى تحدّي كل العقبات التي تقف بوجه تحقيقأهدافه و الالتزام بعهده. لأن التخوفالموهوم من هذا و ذاك أهم موانع الالتزامبالعهد الإلهي.

و ظاهرة الخوف كانت متغلغلة في أعماق نفوسبني إسرائيل نتيجة السيطرة الفرعونيةالطّويلة عليهم.

بحوث‏

1- اليهود في المدينة

يحتل الحديث عن اليهود قسما هاما من سورةالبقرة، التي هي أوّل سورة نزلت فيالمدينة كما صرح بذلك بعض العلماء، لأنّاليهود كانوا أشهر مجموعة من أهل الكتابفي المدينة، و كانوا قبل ظهور النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم ينتظرون رسولا بشّرتبه كتبهم الدينيّة، كما أنهم كانوايتمتعون بمكانة اقتصادية مرموقة، و لذلككله كان لليهود نفوذ عميق في المدينة.