سنرى- يربّي الإنسان، و يصلح الأفرادالمذنبين، و يبعث فيهم الصحوة و اليقظة.
و الشفاعة في الإسلام لها هذا المفهومالسامي.
و سنرى أن كل الاعتراضات و الانتقادات والحملات التي توجه إلى مسألة الشفاعة،إنما تنطلق من فهم الشفاعة بالمعنىالأوّلي المنحرف، و لا تلتفت إلى المعنىالثاني المنطقي المعقول البنّاء.
هذا تفسير مقتضب للونين من ألوان الشفاعة:أحد هما «تخديري»، و الآخر «بنّاء».
التّفسير الصحيح و المنطقي للشفاعة-بالمفهوم الذي مرّ بنا- له مصاديق كثيرة فيعالم التكوين و الخلقة، (إضافة إلى عالمالتشريع). الطاقات الأقوى في هذا العالمتنضم إلى الأضعف منها لتسيّرها نحو أهدافبنّاءة.
الشمس تشرق و الأمطار تتساقط، لتفجّرالقوّة الكامنة في البذرة لتحركها نحوالإنبات، و نحو شقّ جسم التربة و الخروجإلى الفضاء الذي استمدت البذرة منه طاقاتالنموّ و التكامل.
هذه الظواهر هي في الحقيقة شفاعة تكوينيةعلى صعيد قيامة الحياة الدنيا.
و لو انطلقنا من هذه النماذج الكونية فيالشفاعة لفهم الشفاعة على صعيد التشريع،لابتعدنا عن الانحراف، و سنوضح ذلك قريبا.
القرآن الكريم تحدث في ثلاثين موضعا عنمسألة «الشفاعة» (بهذا اللفظ)،