بسم الله الرحمن الرحيم
التّفسير في اللغة الإبانة و إماطةاللّثام.
و لكن هل يحتاج القرآن إلى إبانة و إماطةلثام ... و هو «النّور» و «الكلام المبين»؟!كلّا، ليس على وجه القرآن لثام أو نقاب ...بل إنّنا بالتّفسير ينبغي أن نكشف اللثامعن روحنا، و نزيح الستار المسدول علىبصيرتنا، فنستجلي بذلك مفاهيم القرآن ونعيش أجواءه.
من جهة اخرى، ليس للقرآن بعد واحد ... نعم،له بعد عام ميسّر للجميع، ينير الطريق، ويهدي البشريّة إلى سواء السبيل.
و له أيضا أبعاد اخرى للعلماء والمتفكّرين، لأولئك الطامحين إلى مزيد منالارتواء ... و هؤلاء يجدون في القرآن مايروي ظمأهم إلى الحقيقة، و يغرفون من بحرهقدر آنيتهم ... و تتسع الآنية باتّساع دائرةالسعي و الجهد و الإخلاص.
هذه الأبعاد أطلقت عليها الأحاديث اسم«البطون» ... بطون القرآن ... و هي لا تتجلّىللجميع، أو بعبارة أدقّ لا تقوى كلّالعيون على رؤيتها.
و التّفسير يمنح العيون قوة، و يقشع عنالبصائر الحجب و الأستار، و يمنحنااللياقة لرؤية تلك الأبعاد بدرجة و اخرى.