امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 22
نمايش فراداده

صفة الخلود و الأبدية يختص بها اللّهتعالى من بين سائر الموجودات، و من هناينبغي أن يبدأ كلّ شي‏ء باسمه و تحت ظلّه وبالاستمداد منه. و لذلك كانت البسملة أوّلآية في القرآن الكريم.

و البسملة لا ينبغي أن تنحصر في اللفظ والصورة، بل لا بدّ أن تتعدّى ذلك إلىالارتباط الواقعي بمعناها، و هذاالارتباط يخلق الاتجاه الصحيح و يصون منالانحراف، و يؤدي حتما إلى نتيجة مطلوبةمباركة. لذلك‏

جاء في الحديث النّبوي الشريف: «كلّ أمرذي بال لم يذكر فيه اسم اللّه فهو أبتر»«1».

و أمير المؤمنين عليه السّلام بعد نقلهلهذا الحديث الشريف قال: «إنّ العبد إذاأراد أن يقرأ أو يعمل عملا فيقول بسم اللّهالرّحمن الرّحيم فإنّه يبارك فيه» «2».

و يقول الإمام محمّد بن علي الباقر عليهالسّلام: «... و ينبغي الإتيان به عندافتتاح كلّ أمر عظيم أو صغير ليبارك فيه»«3».

بعبارة موجزة: بقاء العمل و خلوده يتوقفعلى ارتباطه باللّه.

من هنا كانت الآية الاولى التي أنزلهااللّه على نبيّه الكريم تحمل أمرا لصاحبالرسالة أن يبدأ مهمته الكبرى باسم اللّه:اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ... «4».

و لذلك أيضا فإنّ نوحا عليه السّلام- حينيركب السفينة في ذلك الطوفان العجيب، ويمخر عباب الأمواج الهادرة، و يواجه ألوانالأخطار على طريق تحقيق هدفه- يطلب منأتباعه أن يردّدوا البسملة في حركاتالسفينة و سكناتها. وَ قالَ ارْكَبُوافِيها بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها «5». و انتهت هذه السفرة المليئةبالأخطار بسلام و بركة كما يذكر القرآنالكريم:

1- بحار الأنوار، ج 16، باب 58. نقلا عن تفسيرالبيان، ج 1، ص 461.

2- بحار الأنوار، مجلد 92، باب 29، ص 242.

3- الميزان، ج 1، ص 21.

4- العلق، 1.

5- هود، 41.