امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 28
نمايش فراداده

و (الباري) و (المصوّر).

كلمة (اللّه) هي وحدها الجامعة، و من هنااتّخذت هذه الكلمة صفات عديدة في آيةكريمة واحدة، حيث يقول تعالى: هُوَاللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَالْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُالْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُالْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ «1» أحدشواهد جامعية هذا الاسم أنّ الإيمان والتوحيد لا يمكن إعلانه إلّا بعبارة (لاإله إلّا اللّه)، و عبارة (لا إله إلّاالقادر ... أو إلّا الخالق ... أو إلّاالرّزّاق) لا تفي بالغرض. و لهذا السببيشار في الأديان الاخرى إلى معبودالمسلمين باسم (اللّه) فهذه التسميةالشاملة خاصة بالمسلمين.

3- الرّحمة الإلهية الخاصة و العامّة:

المشهور بين جماعة من المفسّرين أنّ صفة(الرحمن) تشير إلى الرحمة الإلهية العامة،و هي تشمل الأولياء و الأعداء، و المؤمنينو الكافرين، و المحسنين و المسيئين،فرحمته تعمّ المخلوقات، و خوان فضله ممدودأمام جميع الموجودات، و كلّ العباديتمتعون بموهبة الحياة، و ينالون حظهم منمائدة نعمه اللامتناهية. و هذه هي رحمتهالعامة الشاملة لعالم الوجود كافة و ماتسبّح فيه من كائنات.

و صفة (الرحيم) إشارة إلى رحمته الخاصةبعباده الصالحين المطيعين، قد استحقوهابإيمانهم و عملهم الصالح، و حرم منهاالمنحرفون و المجرمون.

الأمر الذي يشير إلى هذا المعنى أنّ صفة(الرحمن) ذكرت بصورة مطلقة في القرآنالكريم ممّا يدل على عموميتها، لكنّ صفة(الرحيم) ذكرت أحيانا مقيّدة، لدلالتهاالخاصة، كقوله تعالى: وَ كانَبِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً «2» و أحيانااخرى مطلقة

1- الحشر، 23.

2- الأحزاب، 43.