امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
كما في هذه السّورة.و في رواية عن الإمام جعفر بن محمّدالصادق عليه السّلام قال: «و اللّه إله كلّشيء الرّحمن بجميع خلقه، الرّحيمبالمؤمنين خاصّة» «1».من جهة اخرى، كلمة (الرحمن) اعتبروها صيغةمبالغة، و لذلك كانت دليلا آخر على عموميةرحمته. و اعتبروا (الرحيم) صفة مشبّهة تدلّعلى الدوام و الثبات، و هي خاصة بالمؤمنين.و ثمّة دليل آخر، هو إنّ (الرحمن) منالأسماء الخاصة باللّه، و لا تستعمللغيره، بينما (الرحيم) صفة تنسب للّه ولعباده. فالقرآن وصف بها الرّسول الكريم،حيث قال: عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْحَرِيصٌ (عَلَيْكُمْ) بِالْمُؤْمِنِينَرَؤُفٌ رَحِيمٌ «2».و إلى هذا المعنىأشار الإمام الصادق عليه السّلام، فيماروي عنه: «الرّحمن اسم خاصّ بصفة عامّة، والرّحيم عامّ بصفة خاصّة» «3».و مع كل هذا، نجد كلمة (الرحيم) تستعملأحيانا كوصف عام. و هذا يعني أن التمييزالمذكور بين الكلمتين إنما هو في جذور كلمنهما، و لا يخلو من استثناء.في دعاء عرفة- المنقول عن الحسين بن عليعليه السّلام- وردت عبارة: «يا رحمنالدّنيا و الآخرة و رحيمهما».نختتم هذا الموضوع بحديث عميق المعنى،
عن رسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّمقال: «إنّ للّه عزّ و جلّ مائة رحمة، و إنّهأنزل منها واحدة إلى الأرض، فقسّمها بينخلقه، بها يتعاطفون و يتراحمون، و أخّرتسعا و تسعين لنفسه يرحم بها عباده يومالقيامة» «4».