امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 279
نمايش فراداده

بحوث‏

1- إشارة تأريخية:

في الآيات إشارة لتناقض بني إسرائيل فيمواقف بعضهم من البعض الآخر.

قيل في ذلك: «كان بنو إسرائيل إذا استضعفقوم قوما أخرجوهم من ديارهم، و قد أخذعليهم الميثاق إن لا يسفكوا دماءهم و لايخرجوا أنفسهم من ديارهم، و أخذ عليهمالميثاق إن أسر بعضهم بعضا أن يفادوهم.فأخرجوهم من ديارهم ثم فادوهم، فآمنوابالفداء ففدوا و كفروا بالإخراج من الديارفأخرجوهم».

و روي في المعنيّ بهذه الآية: «أن قريظة والنضير كانا أخوين كالأوس و الخزرجفافترقوا فكانت النضير مع الخزرج و كانتقريظة مع الأوس، فإذا اقتتلوا عاونت كلفرقة حلفاءها، فإذا وضعت الحرب أوزارهافدوا أسراها تصديقا لما في التوراة، والأوس و الخزرج أهل شرك يعبدون الأوثان لايعرفون جنّة و لا نارا و لا قيامة و لاكتابا، فأنبأ اللّه تعالى اليهود بمافعلوه» «1».

و هكذا سقط اليهود و غيرهم من أهل العنادفي مثل هذه التناقضات في حياتهم لانحرافهمعن خط العبودية التّامة للّه تعالى.

2- الازدواجية في الالتزام:

مرّ بنا أن القرآن الكريم يوبّخ اليهودبشدّة على التزامهم ببعض الأحكام الإلهيةو تركهم لبعضها الآخر، و ينذرهم بخزيالدنيا و بعذاب الآخرة و خاصة في عملهمبالاحكام الجزئية، و مخالفتهم لأهمالأحكام الشرعية. أي قانون حرمة إراقةالدماء، و تهجير من يشاركهم في العقيدة منديارهم و أوطانهم.

1- مجمع البيان، في تفسير الآية المذكورة.