امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
هؤلاء في الواقع التزموا بالاحكام التيتنسجم مع مصالحهم الدنيوية من الأحكام،أما حين تقتضي مصلحتهم أن يريقوا دمالآخرين و يستضعفوهم، فلا يألون جهدا فيارتكاب كل ذلك مخالفين بذلك أهم أحكام ربّالعالمين.التزامهم بفداء الأسرى لا ينطلق من روحتعبّدية، بل من روح مصلحية ترى أنّ منمصلحتها أن تفدي الأسرى اليوم، كي تفدى هيحين تقع بالأسر في المستقبل.العمل بالأحكام المنسجمة مع مصالحالإنسان الدنيوية، ليس دلالة على طاعةاللّه و عبادته، لأن الدافع لم يكنالاستجابة إلى دعوة اللّه بقدر ما كاناستجابة لنداء الذات و المصالح الذاتية.روح الطاعة تبرز لدى التزام الإنسان بمالا ينسجم مع مصالحه الآنية الذاتية. و هذاهو المعيار الذي يميّز به المؤمن عنالعاصي، فالازدواجية في الالتزام بأحكاماللّه تعالى، تدلّ على روح العصيان، بلأحيانا على عدم الإيمان و بعبارة اخرى، إنالايمان يظهر أثره فيما لو كان القانونعلى خلاف مصالح الفرد و مع ذلك يلتزم بهالفرد، و إلّا فان العمل بالاحكامالشرعية، إذا اتفقت مع المصالح الشخصيّةلا يعتبر افتخارا و لا علامة على الايمان ولهذا يمكن تمييز المؤمنين عن المنافقين منهذا الطريق فالمؤمنون يلتزمون بجميعالأحكام، و المنافقون يذهبون إلى التبعيض.و مصير هذه الامّة- بالتعبير القرآني-الخزي في الدنيا و أشدّ العذاب في الآخرة... و لا خزي أكبر من سقوط هذه الأمّةالسائرة على خط الازدواجية بيد الغزاةالأجانب، و هبوطها في مستنقع الذلة علىالساحة العالمية.هذه السنّة الكونية لا تقتصر على بنيإسرائيل، بل هي سارية في كل زمان و مكان، وتشملنا نحن المسلمين أيضا. و ما أكثر الذينيؤمنون ببعض الكتاب و يكفرون ببعض فيمجتمعاتنا اليوم! و ما أشقى هؤلاء فيالدنيا و الآخرة!