امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 346
نمايش فراداده

لكان ذلك، دون زيادة أو نقص، و لو أراد أنتوجد في لحظة واحدة لوجدت بأجمعها في لحظةواحدة، فذلك تابع لكيفية إرادته و لمايراه من مصلحة.

و لو شاء اللّه- مثلا- أن يبقى الجنين فيرحم أمه تسعة أشهر و تسعة أيّام ليطويمراحل تكامله، لما زادت هذه المدة و مانقصت. أمّا لو شاء أن يطوي هذا الجنينمراحل تكامله خلال لحظة واحدة لحدث ذلكقطعا، لأن إرادته علّة تامّة للخليقة، ولا يمكن أن توجد فاصلة بين العلة التامة ووجود المعلول.

3- كيف يوجد الشي‏ء من العدم؟

كلمة «بديع» من «بدع»، و الإبداع إنشاءصنعة بلا احتذاء و اقتداء منه، و في الآيةبمعنى إيجاد الشي‏ء من غير مادة سابقة «1».

و السّؤال الذي يطرح في هذا المجال يدورحول إمكان إيجاد الشي‏ء من العدم، فكيفيمكن للعدم- و هو نقيض الوجود- أن يكون منشأللوجود؟ و هذه هي الشبهة التي يوردهاالماديون في مسألة «الإبداع» ليستنتجوامنها أن المادة الأصلية للعالم أزليةأبدية، و لا يطرأ عليها وجود و عدم إطلاقا.

الجواب‏

في المرحلة الاولى، يوجّه نفس هذاالاعتراض إلى الماديين فهؤلاء يعتقدون أنمادة هذا العالم قديمة أزلية، و لم ينقصمنها شي‏ء حتى الآن، و الذي نراه يتغير هو«الصورة» وحدها، لا أصل المادة. و نحنبدورنا نسأل: كيف وجدت الصورة الحاليةللمادة و لم تكن موجودة من قبل؟ هل وجدت منالعدم؟ إذا كان كذلك، فكيف يمكن للعدم أنيكون منشأ للوجود؟ (تأمل بدقّة).

1- المفردات، مادة بدع.